310

Muḥāḍarāt al-udabāʾ wa-muḥāwarāt al-shuʿarāʾ wa-l-bulaghāʾ

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Publisher

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

بيروت

قال ابن أبي عيينة:
كلّ المصائب قد تمرّ على الفتى ... وتزول غير شماتة الحسّاد
قال الخبزارزي «١»:
شماتتكم لي فوق ما قد أصابني ... وما بي دخول النار بل طنز مالك «٢»
الحسد يظهر فضل المحسود
قال البحتري:
ولن يستبين الدهر موضع نعمة ... إذا أنت لم تدلل عليها بحاسد
وقال أبو تمّام:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف طيب عرف العود «٣»
وفي مثله:
يبين فضل الشيء من عاداه «٤»
وقال:
فضل الفتى يغري الحسود بسبّه ... والعود لولا طيبه ما أحرقا «٥»
الفضائل مقتضية «٦» للحسد
قيل: لا يفقد الحسد إلا من فقد الخير أجمع، فمنبع الحسد مقرّ النعمة.
قال شاعر:
وحذاء كل مروءة حسّادها «٧»
قال البحتري:
وليس يفترق النعماء والحسد
وقال آخر:
وترى الكريم محسّدا لم يجترم ... شتم الرجال وعرضه مشتوم

1 / 314