194

Muhadarat Udaba

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء

Publisher

شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٠ هـ

Publisher Location

بيروت

الحدّ الثاني في السيّادة والولاية
(١) السيادة والولاية
ما ذكر في حدّ «١» السيادة والسيّد
قيل: لحكيم: ما السودد؟، قال: اصطناع العشيرة واحتمال الجريرة «٢»، وقال غيره:
حمل المكاره وابتناء المكارم، وقيل: بذل الندى وكفّ الأذى ونصرة المولى وتعجيل القرى «٣» .
وقيل للاحنف: ما السيّد؟ قال: من حمق في ماله وذلّ في نفسه وعني بأمر عشيرته.
وقيل: من إذا حضر هابوه، وإذا غاب ما اغتابوه. وقيل: من أورى ناره وحمى ذماره «٤»، ومنع جاره، وأدرك ثاره.
الأحوال الشاقّة التي تبلغ بها الرئاسة
قال بعضهم، لرجل من بني شيبان: بلغني أن السودد فيكم رخيص، فقال: أما نحن فلا نسود إلا من أوطأنا «٥» رحله وأفرشنا عرضه، وأخد منّا نفسه وبذل لنا ماله. فقال:
وأبيك إذا فهو فيكم غال.
وقال أمير المؤمنين عليّ كرم الله وجهه: إنما يستحق السيادة من لا يصانع ولا يخادع ولا تغرّه المطامع.
وقيل للأحنف: بم سدت؟ قال: بالخلق السجيح «٦» والكفّ عن القبيح، وتجنّب الدنيّ وترك اللسان البذيّ.
وقال معاوية لعرابة الأوسي: بم سدت قومك؟ فقال: لست بسيّدهم ولكني رجل

1 / 198