Mughalatat Mantiqiyya
المغالطات المنطقية: فصول في المنطق غير الصوري
Genres
هل كنت أطلب منك أن تضطلع بمثل هذه المهمة لو لم أكن أقدر كفاءتك؟! (5)
هذه اللآلئ السبع التي سرقناها سوف نقسمها على ثلاثتنا: خذ أنت اثنتين، وأنت اثنتين، وأنا آخذ ثلاثا.
ولماذا تستأثر لنفسك بثلاث؟
لأنني «الريس».
وما الذي نصبك «ريسا» علينا؟!
لأن لدى كل منكما لؤلؤتين ولدي ثلاث لآلئ أيها الغبي! (1-1) هل كل استدلال دائري هو مغالطة بالضرورة؟
إذا نظرنا إلى المنطق الاستنباطي للقضايا فإن المصادرة على المطلوب («ق» إذن «ق») صائبة استنباطيا، أين يكمن الخطأ إذن؟! ومتى تكون المصادرة على المطلوب أو الحجة الدائرية مغالطة؟
إذا عدنا تاريخيا إلى المعلم الأول، أرسطو، نجده يتناول المصادرة على المطلوب تناولا مزدوجا:
في «التحليلات (الأنالوطيقا) الأولى» يتناول المصادرة على المطلوب في ضوء قوله المأثور بأن البرهان يمضي مما هو أكثر يقينا أو أوثق معرفة: فإذا حاول المرء أن يثبت ما هو غير واضح بذاته عن طريق افتراضه والتسليم به بادئ ذي بدء، فإنه بذلك يصادر على المطلوب الأول، أو يسلم بالمسألة الأصلية، إنه يفترض ما ينبغي عليه إثباته، يعد هذا توصيفا إبستيميا للمغالطة: فأن تصادر على المطلوب هو أن تنتهك المبدأ الإبستيمي القائل بالأولوية المعرفية للمقدمات فوق النتيجة في أي برهان من البراهين.
غير أن أرسطو في «الطوبيقا» (المواضع الجدلية) يتناول المصادرة على المطلوب من حيث هي واردة في نزاع جدلي بين طرفين أو خصمين: تقع المصادرة على المطلوب عندما يطلب صاحب دعوى ما «ق» إلى خصمه المعارض أن يسلم ب «ق» إلى خصمه المعارض أن يسلم ب «ق» كمقدمة عليه قبولها، ويعد هذا توصيفا جدليا للمغالطة.
Unknown page