199

Mufradat

مفردات ألفاظ القرآن‌

Investigator

صفوان عدنان الداودي

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ

Publisher Location

الدار الشامية - دمشق بيروت

حبك قال تعالى: وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ [الذاريات/ ٧]، هي ذات الطرائق فمن الناس من تصوّر منها الطرائق المحسوسة بالنجوم والمجرّة، ومنهم من اعتبر ذلك بما فيه من الطرائق المعقولة المدركة بالبصيرة، وإلى ذلك أشار بقوله تعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيامًا وَقُعُودًا وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ [آل عمران/ ١٩١] . وأصله من قولهم: بعير مَحْبُوك القرا «١»، أي: محكمه، والاحتباك: شدّ الإزار. حبل الحَبْلُ معروف، قال ﷿: فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ [المسد/ ٥]، وشبّه به من حيث الهيئة حبل الوريد وحبل العاتق، والحبل: المستطيل من الرّمل، واستعير للوصل، ولكلّ ما يتوصّل به إلى شيء. قال ﷿: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا [آل عمران/ ١٠٣]، فحبله هو الذي معه التوصل به إليه من القرآن والعقل، وغير ذلك ممّا إذا اعتصمت به أدّاك إلى جواره، ويقال للعهد حبل، وقوله تعالى: ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ [آل عمران/ ١١٢]، ففيه تنبيه أنّ الكافر يحتاج إلى عهدين: - عهد من الله، وهو أن يكون من أهل كتاب أنزله الله تعالى، وإلّا لم يقرّ على دينه، ولم يجعل له ذمّة. - وإلى عهد من الناس يبذلونه له. والحِبَالَة خصّت بحبل الصائد، جمعها: حَبَائِل، وروي (النّساء حبائل الشّيطان) «٢» . والمُحْتَبِل والحَابِل: صاحب الحبالة، وقيل: وقع حابلهم على نابلهم «٣»، والحُبْلَة: اسم لما يجعل في القلادة.

(١) القرا: الظّهر. (٢) الحديث أخرجه أبو نعيم عن ابن مسعود، والديلمي عن عبد الله بن عامر وعقبة بن عامر، وقال ابن الفرس: الحديث حسن. راجع: كشف الخفاء ٢/ ٤، والفتح الكبير ٢/ ١٨١. (٣) قال في اللسان: وفي المثل: ثار حابلهم على نابلهم، أي: أوقدوا بينهم الشر. راجع اللسان: (نبل) .

1 / 217