101

Mufradat

مفردات ألفاظ القرآن‌

Investigator

صفوان عدنان الداودي

Publisher

دار القلم

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٢ هـ

Publisher Location

الدار الشامية - دمشق بيروت

بَرِقَ وأَبْرَقَ «١»، وبَرَقَ يقال في كل ما يلمع، نحو: سيف بَارِقٌ، وبَرَقَ وبَرِقَ يقال في العين إذا اضطربت وجالت من خوف قال ﷿: فَإِذا بَرِقَ الْبَصَرُ [القيامة/ ٧]، وقرئ: (برق) «٢»، وتصوّر منه تارة اختلاف اللون فقيل البُرْقَة للأرض ذات حجارة مختلفة الألوان، والأبرق: الجبل فيه سواد وبياض، وسمّوا العين بَرْقَاء لذلك، وناقة بَرُوق: تلمع بذنبها، والبَرُوقَة: شجرة تخضر إذا رأت السحاب، وهي التي يقال فيها: أشكر من بروقة «٣» . وبَرَقَ طعامه بزيت: إذا جعل فيه قليلا يلمع منه، والبارقة والأُبَيْرِق: السيف، للمعانه، والبُرَاق، قيل: هو دابة ركبها النبيّ ﷺ لمّا عرج به، والله أعلم بكيفيته، والإِبْريق معروف، وتصوّر من البرق ما يظهر من تجويفه، وقيل: بَرَقَ فلان ورعد، وأَبْرَقَ وأرعد: إذا تهدّد. برك أصل البَرْك صدر البعير وإن استعمل في غيره، ويقال له: بركة، وبَرَكَ البعير: ألقى بركه، واعتبر منه معنى اللزوم، فقيل: ابْتَرَكُوا في الحرب، أي: ثبتوا ولازموا موضع الحرب، وبَرَاكَاء الحرب وبَرُوكَاؤُها للمكان الذي يلزمه الأبطال، وابْتَرَكَتِ الدابة: وقفت وقوفا كالبروك، وسمّي محبس الماء بِرْكَة، والبَرَكَةُ: ثبوت الخير الإلهي في الشيء. قال تعالى: لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ [الأعراف/ ٩٦]، وسمّي بذلك لثبوت الخير فيه ثبوت الماء في البركة. والمُبَارَك: ما فيه ذلك الخير، على ذلك: وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ أَنْزَلْناهُ [الأنبياء/ ٥٠] تنبيها على ما يفيض عليه من الخيرات الإلهية، وقال: كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ [الأنعام/ ١٥٥]، وقوله تعالى: وَجَعَلَنِي مُبارَكًا [مريم/ ٣١] أي: موضع الخيرات الإلهية، وقوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ [الدخان/ ٣]، رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكًا [المؤمنون/ ٢٩] أي: حيث يوجد الخير الإلهي، وقوله تعالى: وَنَزَّلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً مُبارَكًا [ق/ ٩] فبركة ماء السماء هي ما نبّه عليه بقوله: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسَلَكَهُ يَنابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوانُهُ [الزمر/ ٢١]، وبقوله تعالى: وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ [المؤمنون/ ١٨]، ولمّا كان الخير الإلهي يصدر من حيث لا

(١) أجاز أبو عمر وأبو عبيدة: أبرق وأرعد ولم يجزه الأصمعي. (٢) وهي قراءة نافع وأبي جعفر المدنيّين. راجع: الإتحاف ص ٤٢٨. (٣) راجع المثل في المجمل ١/ ١٢١، وأساس البلاغة ص ٢٠، ومجمع الأمثال ١/ ٣٨٨.

1 / 119