88

Mufid Culum

مفيد العلوم ومبيد الهموم

Publisher

المكتبة العنصرية

Publisher Location

بيروت

ذلك للروح دون البدن فقد أمحل وكذب وهو مذهب السوفسطائي لانا نعلم ضرورة ان الأفعال والتدابير والآراء كلها تصدر من الجسد الحي وفي حال النوم كما يخيل له يكون على وجه ما رآه في حال اليقظة حتى ان الاكمه لا يبصر ولا يحس فمن قال ان جميع الافعال تصدر من الروح فقد رفع الضرورة، وأيضا من قال ان الروح هي الحياة التي يخلقها الله تعالى في الشخص فإذا أراد أن يميته لم يخلق تلك الحياة فيموت الشخص فكيف تبقي الروح وان الثواب والعقاب معها هذا محال، وأيضا أن الطاعة والمعصية حصلت منهما جميعا لا من أحدهما فمن قال انه يفرد أحدهما بالنعمة والعقوبة فقد أبعد وظلم، وأيضا اذا نام الانسان لا يكون له خبر بما فعل ودبر في حال اليقظة ولا يكون له خبر من المنامات المتقدمة الماضية فلو كان للروح خبر بعد الموت كان يجب أن يعرف أحوال نفسه وأيضا لو كانت الروح تحس وتؤلم وتتلذذ باللذة والفرح ويعلم قطعا أن البدن إذا تألم وتوجع وتحزن ثم نام ليستريح ويتروح دل انه لا خبر للروح في شيء من ذلك ولا علم لها في أحواله وأفعاله وأن لا يحس ولا يعلم من غير ملابسة الجسد ولا يجوز في دين الله أن لا يكون حاله هو الحساس الدراك الباقي المتنعم والجسد هو المتألم المتوجع فيكون ظلما والحجة الواضحة في ذلك أن

1 / 92