98

Mudkhal Kabir

Genres

فإذا ذكرنا حد أحكام النجوم والمنجم وفي أي شيء ينبغي أن ينظر صاحب صناعة الأحكام فإنا نذكر الأشياء الستة التي تتبع ذلك فأقول إن لأحكام النجوم ابتداء وأصلا وفرعا وبرهانا وثمرة وتماما فابتداء الأحكام المعشوقة معرفة فضيلة العلم بالأشياء الكائنات والعناية بها وأصلها معرفة كيفية وكمية حركات الأجرام العلوية وفرع هذه المعرفة أن يحكم بها على الأمور الكائنات في هذا العالم المتغير وبرهان الأحكام الصواب الذي يكون بتقدمة العلم بحالات الكواكب واستعمالها في الشيء الذي يراد علمه من الأشياء التي تكون واستفادة هذا العلم إنما يكون بالعناء والتعب وقد يتهيأ لخواص من الناس في بعض الأوقات الصواب في الأشياء الكائنات بالرأي والتخمين فمن هاهنا رأينا أن نبدأ بمعرفة حالات الكواكب ثم نجعل الحكم له تبعا لكيلا يظن أن الحكم على النجوم إنما هو اعتساف بالحدس والرأي من غير معرفة مواضع الكواكب وحالاتها ودلالاتها وثمرة الصواب والمنفعة والفائدة بسببه من عند ذوي المعرفة بفضيلة الصواب والمنفعة بالصواب هو التمام وكل ما لا تمام له فمنقوص والأشياء لا تقوم إلا بالتمام الفصل الثالث في خاصية دلالة الشمس على اعتدال الأهوية والطبائع والتركيبات ومشاركة الكواكب لها

إن قوما ممن خالفنا زعموا أن اعتدال الطبائع وثباتها وقوامها وتركيب الحيوان والنبات والجواهر ليست من أجل الشمس والكواكب ولكنها تنطبع بذاتها من غير علة وقال آخرون إن للتركيبات علة هي غير الكواكب

Page 244