310

فالربع الأول من النهار والليل وهو ثلاث ساعات موافق لطبيعة الهواء والربيع وهو حار رطب والربع الثاني من النهار والليل موافق لطبيعة النار والصيف وهو حار يابس والربع الثالث من النهار والليل موافق لطبيعة الأرض والخريف وهو بارد يابس والربع الرابع من النهار والليل موافق لطبيعة الماء والشتاء وهو بارد رطب الفصل الثالث والثلاثون في أرباب الأيام والساعات

قد ذكرنا في الفصل الذي قبل هذا فصول اليوم الواحد والليلة الواحدة ولأية علة جعلوا اليوم والليلة أربعا وعشرين ساعة ونحن نذكر الآن أرباب الأيام والساعات

أما أرباب الأيام والساعات فإنه بدئ بها من يوم الأحد فجعلوه للكوكب النهاري الذي هو الشمس وذلك لأن الشمس هي الكوكب الذي بطلوعه يكون النهار وبغيبته يكون الليل فبدؤوا به فجعلوه رب اليوم الذي يسمى باسم الواحد وهو الأحد وجعلوه رب الساعة الأولى منه ثم جعلوا الساعة الثانية منه للزهرة لأن فلكها يتلو فلك الشمس وكذلك جعلوا أرباب الساعات على هذا النحو من توالي الكواكب في أفلاكها حتى عادوا إلى الشمس فكلما انتهى العدد إليها ابتدؤوا منها وفعلوا به مثل المرة الأولى حتى تم أرباب أربع وعشرين ساعة مقدار اليوم الواحد والليلة الواحدة ثم نظروا إلى الكوكب الذي انتهى إليه العدد عند المرة الخامسة والعشرين فجعلوه رب اليوم الذي يتلوه وجعلوه رب الساعة الأولى من ذلك اليوم أيضا ثم الكوكب الذي يتلوه في الفلك جعلوه رب الساعة الثانية وكذلك فعلوا بالأيام كلها

Page 710