وأما القمر فإنما صارت درجة شرفه على قدر بعده من الشمس ورؤيته لأنه ربما رئي إذا تباعد عنها دون اثنتي عشرة درجة بدقائق وربما رئي إذا تمت له هذه الدرج وصار في حد الدرجة الثالثة عشرة فصارت درجة شرفه في الموضع الذي إذا كان فيه وكانت الشمس في درجة شرفها كان في أول حد رؤيته على عمل الرؤية بمطالع الفلك المستقيم في موضع خط الاستواء وهي الدرجة الثالثة من الثور وإذا كان في الدرجة الثانية منه كان مقصرا عن حد درجة أول الرؤية وإذا كان في الدرجة الرابعة منه كان قد جازه وإنما تكون رؤيته كذلك إذا كان له نصف العرض في الجنوب لأن الكواكب إذا كان لها نصف عروضها فهي أعدل ما يكون حالا في العرض ولو عملت رؤيته على قدر هذا العرض من جهة الشمال لكان أول حد رؤيته في آخر الحمل وقد تقدم قولنا أن الثور شرف القمر وأنه لا يكون برج واحد شرفا لكوكبين وكان أيضا مع هذا يكون شرف الرأس في البروج المتطامنة التي هي غير مشاكلة له
وأما الرأس فإنه موضع صعود القمر والجوزاء موضع الصعود فلاتفاقهما بالصعود صار شرفه فيها وإنما صار شرفه في الدرجة الثالثة منها لأنه إذا كان من القمر على هذا البعد كان بينهما مقدار برج واحد وكان له نصف عرضه الذي يرى به في درجة شرفه
وأما الذنب فإنه موضع انحطاط القمر والقوس موضع السفال فلاتفاقهما بشيء واحد صار شرفه في الدرجة الثالثة منه
Page 490