208

Mudkhal Kabir

Genres

وأما القمر فإنما صارت درجة شرفه على قدر بعده من الشمس ورؤيته لأنه ربما رئي إذا تباعد عنها دون اثنتي عشرة درجة بدقائق وربما رئي إذا تمت له هذه الدرج وصار في حد الدرجة الثالثة عشرة فصارت درجة شرفه في الموضع الذي إذا كان فيه وكانت الشمس في درجة شرفها كان في أول حد رؤيته على عمل الرؤية بمطالع الفلك المستقيم في موضع خط الاستواء وهي الدرجة الثالثة من الثور وإذا كان في الدرجة الثانية منه كان مقصرا عن حد درجة أول الرؤية وإذا كان في الدرجة الرابعة منه كان قد جازه وإنما تكون رؤيته كذلك إذا كان له نصف العرض في الجنوب لأن الكواكب إذا كان لها نصف عروضها فهي أعدل ما يكون حالا في العرض ولو عملت رؤيته على قدر هذا العرض من جهة الشمال لكان أول حد رؤيته في آخر الحمل وقد تقدم قولنا أن الثور شرف القمر وأنه لا يكون برج واحد شرفا لكوكبين وكان أيضا مع هذا يكون شرف الرأس في البروج المتطامنة التي هي غير مشاكلة له

وأما الرأس فإنه موضع صعود القمر والجوزاء موضع الصعود فلاتفاقهما بالصعود صار شرفه فيها وإنما صار شرفه في الدرجة الثالثة منها لأنه إذا كان من القمر على هذا البعد كان بينهما مقدار برج واحد وكان له نصف عرضه الذي يرى به في درجة شرفه

وأما الذنب فإنه موضع انحطاط القمر والقوس موضع السفال فلاتفاقهما بشيء واحد صار شرفه في الدرجة الثالثة منه

Page 490