201

Mudkhal Kabir

Genres

وأيضا فإن كانت هذه الكواكب الخمسة إنما اختلفت سيرها وصار لها رجوع لأنها ربطت بالشمس والقمر فقد كان ينبغي أن يكون سير الشمس والقمر في كل يوم مثل سير الوسط لأنه لا رجوع لهما ونحن قد نجد لهما اختلاف مسير وكل ما ذكرنا دليل على بطلان قولهم وتكذيبهم وقد يكذب هؤلاء أيضا فيما ادعوا من علة درجة شرف الكواكب وبيوتها واختلاف سيرها ورجوعها كل الفلاسفة والعلماء بصناعة النجوم من أهل فارس والهند واليونانيين وبعضهم يقول إن الكواكب السبعة ابتدأت بالحركة من أول الحمل فسارت على حالها التي هي عليها الآن وعلى ذلك يقومون الكواكب وكلهم متفقون على أن سيرها لم يتغير عما كانت عليه وإنها لم تختلف عن حالها ولا عن حركتها التي لم تزل عليها وإن لكل واحد منها على حدته خاصية في ذاته ولونه وحركته والعلة التي لها خص كل واحد منها بحال لا يزول عنه وهو مخالف بها صاحبه هي أن ينفعل عن حركته التي خص بها من الكون والفساد في هذا العالم خلاف ما ينفعل عن حركة غيره الفصل السادس في علة أشراف الكواكب على ما زعم بطلميوس

قال بطلميوس صاحب كتاب الأحكام إنا لما وجدنا الشمس إذا كانت في الحمل ابتدأت بالصعود إلى الشمال وإلى سمت رؤوسنا وزاد طول النهار على الليل وزادت طبيعة الحر وإذا صارت في الميزان نقص النهار عن الليل وانحطت إلى الجنوب فلذلك جعل الحمل شرف الشمس والميزان الذي هو خلاف الحمل ونظيره جعل هبوطها

Page 474