وأما ما ذكروا من أنها كونت في درج أشرافها وابتدأت بالحركة من تلك الدرج وكانت تسير في كل يوم بسير أوساطها ثم ربطت إلى الشمس والقمر فاختلف سيرها وصار لها رجوع فإن كان الصانع البارئ تبارك وتعالى أنشأ هذه الكواكب السبعة في ابتداء كونها في درج أشرافها من بروجها على الحال والحركة التي زعموا ثم أراد أن يغير حركاتها عما كانت عليه فربط هذه الخمسة بالنيرين فلم خصت هذه الخمسة بالرجوع والاستقامة لسبب ذلك الرباط ولم يكن للشمس والقمر رجوع وهما مربوطان بها أيضا وكما أن الكواكب أجرام لها ألوان وهي ترى بألوانها فكذلك ينبغي أن يكون رباطها أجساما لها ألوان مرئية أو لأية علة لم يجعل الصانع عز وجل لها هذه الحركات المختلفة من غير أن يربطها بهما لأنه كما أمكن أن ينشئها في الابتداء فكذلك كان يمكنه أن يغير من حركاتها ما شاء أي وقت شاء من غير أن يربطها بغيرها فإن كان لم يمكنه ذلك إلا بالرباط فهو عاجز عنها وهذا قول لا يعتقده إلا جاهل لا يعرف قدرة الله على الأشياء جل وتعالى عما يقول المبطلون
Page 470