وقد استخرجت الأوائل لبيوت الكواكب سهما من النيرين ومن بيتيهما وسموه سهم طبيعة الكواكب وهو أن تحسب في أي وقت شئت من درجة الشمس إلى خمس عشرة درجة من الأسد بالدرج المستوية فما بلغ فزد عليه ما سار القمر في برجه وألقه من برج القمر فحيث نفذ العدد فهناك هذا السهم ثم خذ في ذلك الوقت من درجة القمر إلى خمس عشرة درجة من السرطان فما بلغ فزد عليه ما سارت الشمس في برجها وألقه من برج الشمس فحيث انتهى حسابك فهناك هذا السهم الآخر واعلم أنه لا يتفق واحد منهما في أحد بيتي كوكب إلا وقع الآخر في بيته الآخر وإن وقع أحد السهمين في بيت أحد النيرين وقع السهم الثاني في بيت النير الآخر الفصل الخامس في علة أشراف الكواكب على ما زعم بعض المنجمين
إن للكواكب السبعة شرفا وهبوطا في البروج الاثني عشر وكل العلماء بصناعة النجوم متفقون على أن شرف الشمس في الدرجة التاسعة عشرة من الحمل وشرف القمر في الدرجة الثالثة من الثور وشرف المشتري في الدرجة الخامسة عشرة من السرطان وشرف عطارد في الدرجة الخامسة عشرة من السنبلة وشرف زحل في الدرجة الحادية والعشرين من الميزان وشرف المريخ في الدرجة الثامنة والعشرين من الجدي وشرف الزهرة في الدرجة السابعة والعشرين من الحوت وشرف الرأس في ثلاث درجات من الجوزاء وشرف الذنب في ثلاث درجات من القوس ودرجة هبوط كل كوكب في مقابلة برج شرفه في مثل درجة الشرف
فأما لأية علة خصت هذه البروج وهذه الدرج المسماة منها بشرف كل كوكب دون غيرها من درج ذلك البرج فذلك شيء قد اعتاص علمه على عامة المتقدمين والمتأخرين وقد ذكر بطلميوس علة شرف الكواكب في البروج ذكرا مرسلا ولم يذكر علة درجها من أ براجها فأما هرمس فإنه ذكر علة شرف الكواكب في البروج وحقيقة درجها على الاستقصاء وسنذكر قولهما فيما يستقبل
Page 466