172

Mudkhal Kabir

Genres

فلما كان زحل مع قوته في النحوسية لفعله في الأزمنة البرد المفرط قد يوجد من فعله الاعتدال في المواضع الحارة فيكون لأهلها في طبع السعود فكذلك اعتداله وسعادته إنما تكون بالنهار لحرارته وفي البروج النهارية الذكورة وإذا كان في نفسه مشرقا أو إذا كان في بعض البروج المشاكلة له كالبيت أو الشرف أو الحد أو بعض حظوظه الموافقة له فإذا كان كذلك دل على السعادة وعلى قدر ما يجتمع له من هذه الحالات الجيدة تكون دلالته على كثرة السعادة وقوتها وإذا نقص من هذه الحالات شيء نقص من دلالة سعادته وإن كان في مكان الليل أو مغر با أو في البروج الليلية الإناث أو في هبوطه أو في وباله أو في المواضع الرديئة له فإنه يظهر طبيعته التي هي الفساد والنحوسة وكلما كانت هذه الحالات الرديئة أكثر كانت دلالته على النحوسة أقوى وهذا الكوكب دلالته على النحوسة أكثر وأقوى منها على السعادة وهو أنحس كواكب الفلك

فأما المريخ فإنه نحس بطبيعته لدلالته على الحر المفرط إلا أنه قد يتهيأ من فعله الاعتدال في المواضع الباردة وذلك لأن المواضع الباردة إذا استولى المريخ عليها بالدلالة يسخن هواؤها فاعتدل هناك مزاج أهلها فمتى كان المريخ في مكان الليل أو كان مغر با أو كان في البروج الليلية الإناث أو في البروج الرطبة الباردة أو في المواضع المشاكلة له كالبيت والشرف والمواضع الجيدة دل على الاعتدال وحسن المزاج وصار في طبع السعود وكلما كثرت هذه الحالات الممازجة له كانت دلالته على السعادة أقوى ومتى كان في مكان النهار أو في البروج الذكورة أو في الغربة والهبوط أظهر طبيعة النحوسة وكلما كثرت هذه الحالات المخالفة لاعتداله ومشاكلته كان فساده ونحوسته أشد وهذا الكوكب دلالته على النحوسة أكثر منها على السعادة

Page 406