فالكوكب النحس إذا كان في الحال التي يعتدل فيها مزاجه أو يشاكله مكانه تحول إلى السعادة وإذا كان في خلاف ما ذكرنا أظهر طبيعة النحوسة فأما السعد فإنه إذا كان في الحالات الصالحة أو في المواضع المشاكلة له بالصلاح أظهر سعادته وإذا كان في خلاف ذلك صار في طبع النحوس وذلك كما نرى أن زحل مع قوته في النحوسية إذا كان رب مثلثة الطالع في المواليد وكان في الوتد صالح الحال والمكان فإنه يدل على تربية المولود وبقائه وإذا كان رديء الحال والمكان فإنه يدل على أن المولود لا يتربى فإن كان دليل المال أو العقار وكان رديء الحال والمكان فإنه يدل على تلف المال وخراب العقار والمكروه بسببهما وكذلك المشتري فإنه إذا كان دليل التربية وهو صالح الحال جيد المكان دل على التربية والبقاء وإذا كان رديء الحال والمكان فإنه يدل على التلف والفساد وإذا كان دليل المال وهو صالح الحال فإنه يدل على فوائد المال وإذا كان رديء الحال فإنه يدل على الغرامة والخسران
فقد دل السعد والنحس كل واحد على حدته على الحياة والبقاء وفوائد المال والعقار ببعض الحالات ودلا في وقت آخر على الموت وتلف المال والوضيعة والخسران فقد صارت لهما الدلالة على الشر في وقت كما دلا على الخير في وقت آخر باختلاف حاليهما
فلنذكر الآن حالاتهما التي بها ينتقل من حال إلى أخرى فأقول إن طبيعة النهار الحرارة المعتدلة وطبيعة الليل البرودة والرطوبة وطبيعة الكوكب المشرق الحرارة والرطوبة المعتدلة وطبيعة الكوكب المغرب البرودة المفرطة إلا القمر وحده فإنه يخالف طبيعته في التشريق والتغريب كما ذكرنا
Page 404