164

Mudkhal Kabir

Genres

وقال قوم إن القمر من أول الشهر إلى الاستقبال طبيعتة السخونة والرطوبة ومن بعد الامتلاء ئلى إلى آخر الشهر طبيعته البرودة والرطوبة وقالوا أيضا إذا استولى القمر على السنة فإنه يكون نصف السنة الأول حارا رطبا ويكون النصف الثاني باردا رطبا والقول الأول أصوب لأن دلالة القمر على تغيير أرباع الشهور والسنين موجودة إذا كان هو المستولي على أحدهما أو مازج الشمس فلما كان زحل والمريخ إنما يوجد من أفاعيلهما في الأزمنة إذا استوليا عليهما البرد المفرط والحر المفرط ومتى ما أفرط هذان الركنان كان مع إفراطهما هلاك الحيوان فلهذه العلة جعلوهما نحسين لأنه وإن حدث في بعض المواضع من فعل بردهما أو حرهما الاعتدال فليس ذلك الاعتدال من خاصية فعلهما الحقيقي فأما زحل فإنه أشد نحوسة من المريخ لأنه بارد يابس والبرد واليبس يضادان الحياة والمريخ وإن كان مفرطا في الحرارة واليبوسة فإن مضرته دون مضرة زحل لأن قوام الحيوان إنما هو بالحرارة والرطوبة فزحل إذن أنحس من المريخ

وأما الشمس فإن خاصيتها فعل الأزمنة والتركيبات والدلالة على الحياة العامية التي هي الجنس فجعلوها سعدة لهذه العلل الثلاث وأما القمر فلأنه في الشهر الواحد يدور البروج كلها ويحرك فصول السنة الأربعة ويعدل الطبائع ويقو يها ويفعل فيها ما تفعله الشمس في السنة الواحدة فجعلوه سعدا والشمس أقوى وأظهر سعادة من القمر ومن سائر كواكب الفلك للعلل التي ذكرنا قبل

Page 386