157

Mudkhal Kabir

Genres

والحجة الرابعة أنا قلنا لم زعمتم أن زحل والمريخ نحسان وهما بطبيعتهما فيما زعمتم موافقين لطبيعة ركنين من الأركان الأربعة وهما النار والأرض ولطبيعة خلطين من الأخلاط المركبة وهما المرة الصفراء والمرة السوداء وهذان الركنان والخلطان بهما يكون الكون والحياة والنشوء وكلما كان عندكم من طبيعة الكون والحياة فهو سعد فلم زعمتم أن زحل والمريخ نحسان فأنكرنا أن تكون العلة في نحوسة زحل والمريخ ما ذكروا وسنذكر العلة في السعود والنحوس وطبائعها إن شاء الله الفصل الرابع في تثبيتنا وجود السعود والنحوس على مذهب الفلاسفة

إن الحكماء الأولين كانوا يوجبون لكل شيء من الأشياء الموجودة الطبيعية التي دون فلك القمر السعادة والنحوسة ويسمونهما بذلك فأما ما كان منها من الاتفاق والكون والاعتدال والملائمة والمشاكلة وممازجة الأركان وتركيبها في الأشخاص الطبيعية وبقاء الأشخاص وسلامتها وحسنها وقوتها والإنسية والفهم والتمييز والمعرفة وفوائد المال والجاه والعز والخير والسرور والنعمة واللذة وسائر ما كان من هذا الجنس فإنهم كانوا يسمونه سعادة وأما ما كان من فساد التأليف والتركيب والإفراط والتلف والقبح والضعف والأمراض والزمانات والفقر والضعة والذل والغموم والبهيمية والكد والتعب وكل شيء من هذا الجنس فإنهم كانوا يسمونه منحسة

Page 372