130

Mudkhal Kabir

Genres

والحجة الثانية أن الأشياء التي تتنفس من ذاتها فإنها تحتاج إلى مكان أكثر من مكانها الذي هي فيه فإن كان ماء البحر يتنفس من ذاته من غير علة القمر فإنه عند تنفسه يحتاج إلى مكان أكثر من مكانه الذي كان فيه فكيف يمكن أن يرجع ذلك الماء ئلى إلى البحر في وقت الجزر وليس له هناك مكان أو لم صار ذلك التنفس الذي يكون للبحر ورجوع الماء ئليه إليه يكون مع ارتفاع القمر وانحطاطه ومغيبه وليس ذلك في طبع حركة الماء فإذا كان هذا هكذا فالقمر إذن علة المد والجزر

والحجة الثالثة أنا قلنا إن طبيعة الماء ئن إن يذهب سفلا إلى عمق البحر ونحن نراه في وقت المد يتحرك علوا لأنه يرتفع من عمق البحر إلى أعلاه ثم يصير إلى الشاطئ ثم يدفع بعضه بعضا بحفز شديد حتى يرتفع وليس في طبع الماء أن يتحرك علوا فإذا رأيناه يتحرك علوا وليست تلك الحركة من طبعه علمنا أن له محركا وذلك المحرك هو علة حركته فإن لم يكن القمر علة تلك الحركة فلا بد له من علة أخرى غير القمر وذلك ما لا يوجد فليس إذن لحركة ماء المد علة غير القمر كما قد ذكرنا فيما تقدم بالحجج المقنعة

Page 316