123

Mudkhal Kabir

Genres

والجهة السابعة في خاصية دلالة الشمس على كثرة ماء مد البحر أو قلته وقوته أو ضعفه لمعونتها للقمر لأن القمر وإن كان مخصوصا بدلالة المد والجزر فإن حالاته من الكواكب الستة وحلوله في البروج الرطبة ومقارنته لبعض الكواكب المائية ربما قوت دلالته عليها وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم

فأما الآن فأقول إن الموجود في البحر المشرقي وفي غيره من البحار التي يتبين فيه المد والجزر أن في بعض الأوقات يكون مد النهار أقوى من مد الليل وفي بعض الأوقات يكون مد الليل أقوى من مد النهار وإنما يكون ذلك من قبل كون الشمس في البروج الشمالية أو في البروج الجنوبية لأنه إذا كانت الشمس فيما بين أول الحمل إلى آخر السنبلة كان النهار أطول من الليل وكان مد النهار أقوى من مد الليل وإذا كانت الشمس فيما بين أول الميزان إلى آخر الحوت كان الليل أطول من النهار وكان مد الليل أقوى من مد النهار وأطول ما يكون الليل إذا كانت الشمس في القوس فإذا صارت الشمس إلى أول الجدي وابتدأ النهار بالزيادة فإن ماء مد البحر الذي يكون بالنهار يبتدئ بالقوة والكثرة وطول الزمان فلا يزال كذلك إلى أن تبلغ الشمس إلى آخر الحوت وهو وقت الاستواء الربيعي فإذا كان في ذلك الوقت كان المد الذي يكون بالنهار قريب القوة من المد الذي يكون بالليل من هذه الدلالة ويكون طول زمانهما قريبا من السواء فإذا كانت الشمس فيما بين أول الحمل إلى آخر السنبلة فإن المد الذي يكون بالنهار أقوى من المد الذي يكون بالليل في ذلك الوقت وأقوى ما يكون مد النهار من هذه الدلالة إذا كانت الشمس في آخر الجوزاء وانتهى النهار منتهاه في الطول فإذا صارت الشمس في آخر السنبلة وهو وقت الاستواء الخريفي كان مد النهار قريب القوة من مد الليل في كثرة الماء وطول الزمان فإذا صارت الشمس في الثلاثة البروج الجنوبية وهي من أول الميزان إلى آخر القوس كان مد الليل أقوى من مد النهار وأقوى ما يكون مد الليل وأطوله زمانا من هذه الجهة إذا كانت الشمس في آخر القوس حيث ينتهي الليل منتهاه في الطول

Page 300