إنني ممتن على تلطفكم بالجواب. أما المجاهدون فأصروا على عدم السفر إلا إذا حضر فيصل ليأخذهم، فإن كانت الرغبة حقيقية فابعثوا به ليستصحبهم.
فجاء الرد على الفور:
سيتوجه الشريف فيصل بك إلى المدينة ليستصحب المجاهدين ويعود بهم إلى الشام، وإنا لنرجو أن تسترجعوا نجلكم السامي الشريف علي بك من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة لعدم امتزاجه مع المحافظ.
فأجاب على الفور بأنه:
عند وصول الشريف فيصل بك سيترك الشريف علي بك المدينة المنورة.
ولما وصل الأخ فيصل إلى المدينة، وكان فخر الدين باشا قائد القوى السفرية قد حضر إليها بقواته، وكانت القوى العربية مهيأة بالمدينة، تقرر استدعاء الشريف علي بك إلى مكة، فودع فخر الدين باشا والمحافظ وخرج إلى بئر الماشي - وهي على طريق مكة - وخرج معه أخوه فيصل لوداعه. ولما وصل إلى بئر الماشي، كتب إلى جمال باشا - وكان ذلك اليوم الثامن من شعبان:
إن المطالب العربية المعتدلة قد رفضت من جانب الدولة العثمانية؛ وبما أن الجند الذي تهيأ للجهاد سوف لا يرى عليه أن يضحي لغير مسألة العرب والإسلام، فإذا لم تنفذ الشروط المعروضة من شريف مكة حالا فلا لزوم لبيان قطع أي علاقة بين الأمة العربية والأمة التركية، وإنه بعد وصول هذا الكتاب بأربع وعشرين ساعة ستكون حالة الحرب قائمة بين الأمتين.
وبعد مضي ساعات كان الخط الحديدي بين الشام والمدينة يشلع ويهاجم.
الثورة
وفي اليوم التاسع من شعبان 1334 الموافق 10 حزيران 1916، أعلنت الثورة العربية في مكة والطائف وجدة وينبع والوجه وسائر مدن الحجاز، وصدر البيان بذلك من لدن صاحب السيادة العظمى الشريف الحسين بن علي.
Unknown page