لقد تلقيت بأنامل السرور رسالتكم الكريمة المؤرخة في 15 حزيران 1941 والصادرة عن بغداد، ولقد قدرنا ما جاء فيها من جمل وكلمات حق التقدير؛ وإنه من كان له مثل سابقتكم في الحجاز في حروب الثورة من بابها إلى أن بلغت نصابها فحري أن يكرم ويبجل متى كان لذلك التكريم والتبجيل سبب وسبيل.
أما وجودكم لدينا قبل قدوم سمو الوصي وأثناء وجوده هنا، فهو منكم عمل فذ لا يقوم به إلا كل شهم محب لوطنه. فقد برأكم الله من كل ما ألم بالعراق في تلك المدة من خراب وتدمير على أيدي الأثمة الأشرار، سواء من كان من أهل العراق أو ممن حرضهم أعداء الكمال والاستقرار من فرار الأقطار بفلسطين وسوريا. والله أسأل أن يعيذنا جميعا من شر كل هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم.
رغدان في 24 حزيران 1941
سمو الأمير عبد الله لدى نزوله من الطائرة في مطار بغداد، في زيارته الأخيرة للعراق.
استعراض الموقف الحاضر في البلاد العربية
موقف العراق والأردن إزاء التضافر السوري اللبناني النجدي وتشجيع السياسة العليا له، وموقف مصر كالوسيط في تنفيذ سياسة مجهولة، ووجود نجد بالحجاز وما يجب على البيت الهاشمي وأنصاره بالعراق وشرق الأردن إزاء ذلك
تمهيد
بالنظر لما يجري اليوم من أحاديث ومحاولات، وبالنسبة لأن الفكر القائم الآن قد يخرج السير العربي نحو استكماله من طور إلى طور، فمن واجب الأمانة وضع مبادئ الثورة العربية الكبرى ومبانيها في هذا البيان لإطلاع صاحب السمو الملكي الوصي المعظم ورئيس وزراء العراق ووزير خارجيته ورئيس وزارته السابقة الفخام على ذلك.
الأمة العربية
الأمة العربية ذات التاريخ وصاحبة الماضي المجيد والتي نزل على نبيها القرآن والتي فتحت المشرق والمغرب في أقل من ربع قرن وجاءت بالإصلاحات الدينية والمدنية وبما يقتضيه الإخاء الإنساني، أمة لا يجوز أن تكون مستعمرة مستعبدة، بل هي أمة قائمة مستقلة هادية. أما بقاؤها في ظل حكومات غير عربية ولكنها مسلمة فقد جاء عن رضوخ تلك الأمم للتعاليم الإسلامية والإخاء المحمدي. فإذا سادت تعاليم القرآن وعمل بالسنة فالعربي حينئذ سواء عنده أكان سلطانه عربيا أم كان ينتمي إلى غير العرب من المسلمين. لذلك كانت الأمة العربية تنظر إلى سلاطين الإسلام بما أعطاها الله من شرف خص به النبي العربي عليه الصلاة والسلام.
Unknown page