110

لي الشرف أن أكون خادم سموكم المطيع.

باجت

8 أيار 1945

حول فتنة العراق

ولمناسبة ذكر فتنة العراق سنة 1941، أود أن أثبت هنا البيان الذي كنت أذعته في شعبي الأردني العزيز، في ذلك الظرف العصيب.

بيان إلى الشعب الأردني الكريم:

لقد علمتم بما يجري في هذه الآونة في بلاد العراق الشقيقة من حوادث مؤسفة، نشأت عن أن فئة اغتصبت سلطة الحكم في هذا القطر العزيز قد رغبت في اتباع سياسة خاطئة ترمي إلى تعريض هذا البلد العربي الكريم إلى القلاقل والفتن وسلامته واطمئنانه إلى الفوضى والاضطراب.

ولقد كنت أول من انتابه الحزن والأسى لوقوع هذه الحوادث المؤسفة في قطر كانت الأمة العربية بأجمعها ولا تزال تعتبره المثل الحي للاستقلال الكامل الذي ما برح أمنية البلدان العربية الأخرى تسعى إليه بجهود قومية موفقة إن شاء الله.

ولكن الغموض الذي رافق هذه الحوادث في بدايتها وما تغذيها به الدعايات الخبيثة المغرضة من أفكار السوء والدس والفتنة، كل ذلك لم يساعد الرأي العام على الوقوف على حقيقة هذا الموقف الطارئ الذي أرادت تلك الدعايات السامة أن تروج به مقاصدها الهادمة لاستقلال العراق وحريته وتسميم الأفكار العربية جمعاء.

وإنني بالنسبة لما أشعر به نحو العراق الشقيق من عواطف الحب والولاء الشخصية فضلا عن روابط الإخاء الصادق التي تربط هذه الإمارة به وفضلا عن خدمة البيت المالك في البلادين، قد رأيت من واجبي أن أذيع على شعبي الكريم بياني هذا، لأعلن لهم فيه أن الحركة القائمة هناك أدت إلى نزوح حضرة صاحب السمو الملكي الوصي على عرش العراق، تبرؤا مما جرته هذه الفتنة على العراق من ويلات ومصائب كما جاء في بيان سموه الذي أذيع على الشعب العراقي بعزمه الصادق على العودة إلى العراق إن شاء الله مرجعا لتلك البلاد استقلالها وسيادتها وطمأنينتها إن شاء الله. وكما علمنا من تصريحات وزير خارجية بريطانيا العظمى المستر ايدن من أنه ليس في نية الحكومة البريطانية الانتقاص من حقوق العراق الاستقلالية وسيادته بأي صورة من الصور، وليس بينها وبين الشعب العراقي أي اختلاف أو عداء. هذا وإن العزم منصرف إلى إعادة الحالة الطبيعية والود الحقيقي بين الأمتين الحليفتين، وإني موقن بذلك كل الإيقان إن شاء الله تعالى. فلإيضاح الحال وتنوير الأذهان أعلن هذا لشعبي الكريم.

Unknown page