سببه، فيشمل قوة البيان، وفصاحة اللسان، لما في ذلك من لطف العبارة، ودقَة المسلك، ويشمل النميمة لما فيها من خفاء أمر النَّمام، وتلطفه في خداع من نم بينهما ليتم له ما يُريد من الوقيعة، ويشمل العزائم والعُقَد التي يعقدها الساحر، وينفث فيها مستعينا بالأرواح الخبيثة من الجن، فيصل بذلك في زعمه إلى ما يريد من الأحداث والمكاسب.
وبذلك يتبين الفرق بين المعجزة والسحر: ١ - فالمعجزة ليست من عمل النبي، وكسبه. إنما هي خلق محض من الله- تعالى- على خلاف سنته في الكائنات.
وأما السحر: فمن عمل الساحر، وكسبه سواء أكان تعويذات، أم بيانا، أم نميمة، أم غير ذلك، وله أسبابه ووسائله التي قد تنتهي بمن عرفها ومهر فيها، واستعملها إلى مسبباتها، فليس خارقا للعادة، ولا مخالفًا لنظام الكون في ربط الأسباب بمسبباتها، والوسائل بمقاصدها.
٢ - والمعجزة: تظهر على يد مدعي النبوة لتكون آية على صدقه في رسالته التي بها هداية الناس من الضلالة، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، والأخذ بأيديهم إلى ما ينفعهم في عقائدهم، وأخلاقهم، وأبدانهم، وأموالهم.
1 / 59