[المسألة الثامنة في المعجزة الفرق بينها وبين السحر]
المسألة الثامنة
في المعجزة. الفرق بينها وبين السحر كل ما لم تبلغه طاقة البشر، ولم يقع في دائرة قدرتهم، فهو معجزة، وقد تُطلق المعجزة على ما خرج عن طاقة العامة من الخلق دون الخاصّة، كبعض المسائل العلمية، واختراع بعض الآلات، والأجهزة الحديثة، وغيرها مما لا يقوى عليه إلّا خواص الناس، وكالغوص، والسباحة، وحمل الأثقال، وهذا عجز نسبي يكون في مخلوق دون آخر.
وأما المراد من المعجزة هنا (أي في علم التوحيد): فهي الأمر الخارق للعادة الخارج عن سنة الله في خلقه، الذي يظهره الله على يد مُدّعي النبوة تصديقًا له في دعواه، وتأييدًا له في رسالته، مقرونًا بالتحدّي لأمته، ومطالبتهم أن يأتوا بمثله، فإذا عجزوا كان ذلك آية من الله- تعالى- على اختياره إيّاه، وإرساله إليهم بشريعته.
أما السحر: فهو في اللغة كل ما دق، ولطف، وخفي
1 / 58