[المسألة السادسة في إمكان الوحي والرسالة]
المسألة السادسة
في إمكان الوحي والرسالة الوحي لغة: الإعلام في خفاء بإشارة، أو كتابة، أو إلهام، أو مناجاة، أو نحو ذلك.
وشرعًا: هو إعلام الله نبيه بحكم شرعي، ونحوه، بواسطة، أو بغير واسطة.
ولا يبعد في نظر العقل، ولا يستحيل في تقدير الفكر، أن يختص واهب النعم، ومفيض الخير بعض عباده: بسعة في الفكر، ورحابة في الصدر، وكمال صبر، وحسن قيادة، وسلامة في الأخلاق، ليعدّهم بذلك لتحمّل أعباء الرسالة، ويكشف لهم عما أخفاه عن غيرهم، ويوحي إليهم بما فيه سعادة الخلق، وصلاح الكون، رحمةً للعالمين، وإعذارًا إلى الكافرين، وإقامة للحجة على الناس أجمعين، فإنه- سبحانه- بيده ملكوت كل شيء، وهو الفاعلِ المختار، لا مانع لما أعطى، ولا مُعطي لما منع، ولا رادّ لما قَضى، وهو على كل شيء قدير.
وآية ذلك أنًا نشاهد أن الله- سبحانه- خلق عباده على
1 / 44