قال المستر ونكل: «أمر غريب جدا ... سأنزل حالا.»
وبادر إلى الاشتمال «بلفافة» سفر وجلباب نوم، وانطلق يهبط الدرج، فوجد عجوزا وبعض الخدم ينظفون قاعة القهوة، وضابطا في ثوب عسكري غير ثوب السهرة مطلا من النافذة.
والتفت الضابط عند دخول المستر ونكل، وأحنى رأسه انحناءة جامدة، وبعد أن أمر الخدم بالانصراف وأغلق الباب بكل عناية، انثنى يقول: «المستر ونكل ... أظن ذلك؟»
قال هذا: «نعم، أنا ونكل يا سيدي.»
قال: «لن يدهشك يا سيدي أن أنبئك أنني قدمت إلى هنا في هذا الصباح موفدا من قبل صديقي الدكتور سلامر من الآلاي السابع والتسعين ...»
قال: «الدكتور سلامر!»
قال: «نعم، الدكتور سلامر، وقد طلب إلي أن أبلغك رأيه في تصرفك الليلة البارحة، وهو أنه تصرف لا يمكن أن يحتمله سيد مهذب، وقد أضاف قوله: إنه تصرف لا يتصرفه سيد في حق سيد آخر ...»
وكانت دهشة المستر ونكل أصدق وأجلى من أن تفوت صديق الدكتور سلامر، ولهذا واصل حديثه قائلا: «لقد طلب إلي صديقي الدكتور سلامر أن أضيف أيضا أنه يعتقد اعتقادا جازما أنك كنت ثملا في فترة من الليل، ولعلك لم تع مدى الإهانة التي اقترفتها، وقد عهد إلي أن أقول لك: إنه إذا كان ذلك عذرا تلتمسه لتصرفك، فلا مانع لديه من قبول اعتذار مكتوب بخطك، وإملائي إياه عليك ...»
فراح المستر ونكل يردد القول في أبلغ لهجة ممكنة تنم عن الدهشة: «اعتذار مكتوب!»
فأجابه الزائر ببرود: «إنك بالطبع تعرف الوجه الآخر من الموقف إذا لم تفعل.»
Unknown page