وبدا الدكتور سلامر في صورة افتراس مكبوت عاجز عن الإفصاح، وهو يثبت قبعته فوق رأسه بحركة انفعال.
وراح الغريب، والمستر طبمن يهبطان السلم إلى غرفة النوم ليعيدا الثياب المستعارة إلى صاحبها، وونكل النائم لا يدري مما حدث شيئا ...
وكان المستر ونكل في ثبات عميق، فلم يلبثا أن انتهيا من إعادة الثياب إلى مكانها بسلام، وكان الغريب في حالة مجون متناهية، بينما راح المستر طبمن في ذهوله من أثر النبيذ الذي تناوله على الطعام، والخمر التي شربها في المرقص، وسطع الأنوار، وكثرة الغيد، يحسب الأمر كله «نكتة» بديعة.
وما كاد صاحبه ينصرف، حتى أخذ يحاول في شيء من الجهد الاهتداء إلى الشق الذي كان قد وضع فيه «قلنسوة النوم»، حتى لقد قلب الماثلة وهو يحاول وضع القلنسوة بعد العثور عليها فوق رأسه، ولم يتيسر له الوصول إلى فراشه إلا بعد سلسلة من الترنحات والفترات، ولكنه لم يلبث أن راح في سبات عميق.
وما كادت الساعة تكف عن دق السابعة من صباح اليوم التالي حتى تنبه ذهن المستر بكوك، الجامع، المدرك، الواعي من الغيبوبة التي هبط فيها من أثر النوم، على دقات عنيفة تطرق باب مخدعه.
فاستوى في فراشه وهو يقول: «من الطارق؟»
قال الطارق: «بوتس، يا سيدي.»
قال: «ماذا تريد؟»
أجاب: هل تتفضل يا سيدي فتنبئ من فيكم يرتدي سترة زرقاء فاتحة، وعليها زرار مذهب نقش عليه الحرفان «ن.ب»؟
فخطر للمستر بكوك أن السترة قد أعطيت إليه لتنفيضها، وأن الرجل نسي لمن هي ... فصاح قائلا: «المستر ونكل ... وهو في الغرفة التي بعد هذه بغرفتين إلى اليمين ...»
Unknown page