وكانت أسرة المستر بت مقصورة عليه هو وزوجته وحدهما، ولا يخفى أن الذين رفعتهم عبقريتهم الجبارة إلى مصاف الأعلام البارزين في هذا العالم، لا يخلون عادة من مواطن ضعف صغيرة، تلوح أوضح وأجلى ظهورا مما هي في الواقع، لتناقضها مع شخصيتهم العامة، وإذا كان في المستر بت نقطة ضعف، فقد كان موطن الضعف فيه أنه «يكاد يبدو» خاضعا أكثر مما ينبغي لرقابة زوجته عليه، وسلطانها الذي لا يخلو من الغض والازدراء به، وإن كنا لا نجد مبررا يدعو إلى تعليق أهمية خاصة على هذه الحقيقة؛ لأن مسز بت في هذا الحادث بالذات أبدت أدبا جما، وسلوكا يستهوي النفوس، وفتونا يستبي الأفئدة في استقبال السيدين.
وقال المستر بت وهو يقدم الضيفين: «يا عزيزتي، هذا هو المستر بكوك ... المستر بكوك من لندن.»
وتلقت مسز بت يد المستر بكوك الأبوية بعذوبة ساحرة ، بينما وقف المستر ونكل الذي لم يقدم إليها إطلاقا، في ناحية مظلمة، وهو يحني رأسه بالتحية دون أن يأبه أحد به.
وقالت مسز بت: «يا عزيزي ب.»
وأجابها المستر بت قائلا: «إيه يا عزيزتي.»
قالت: «من فضلك عرفني بالسيد الآخر.»
قال: «ألف معذرة! اسمح لي - مسز بت، المستر ...» وعاجله المستر بكوك قائلا: «المستر ونكل.»
وردد بت الاسم: «ونكل.»
وتم التعارف ...
وأنشأ المستر بكوك يقول: إننا معتذران لك يا سيدتي كثيرا عن إزعاجنا لنظامكما المنزلي في «ساعة ضيقة».
Unknown page