وفي خلوة جلس المستر طبمن والعمة العانس لا يعنى أحد بهما، ولا يعنيان بأحد، ولا يحلمان إلا بنفسيهما، بل هنالك جلسا كزوج من قفاز مطوي، متلاصقين متجاورين.
وأنشأت العمة العانس تقول: «لقد نسيت أزهاري.»
وقال المستر طبمن بلهجة الحض والاحتثاث: «هيا نسقيها الآن ...»
وقالت هي برثاء وتلطف: «أخاف عليك أن تصاب بالبرد من هواء المساء!»
قال وهو ينهض: «كلا ... كلا ... بل سيفيدني الخروج ... دعيني أذهب معك.»
وتمهلت الغادة لتصلح من الرباط الذي علقت فيه ذراعه اليسرى، وتناولت ذراعه اليمنى، واقتادته إلى الحديقة.
وكانت ثمة خميلة في الطرف الأقصى منها تحوي عيدانا من زهر العسل والياسمين والنباتات الزاحفة، وهي خلوة من تلك الخلوات الحلوة التي يبنيها البشر لسكنى العناكب.
وتناولت العمة العانس «رشاشة» كبيرة كانت ملقاة في ركن، وهمت بأن تغادر الخميلة لو لم يحتجزها المستر طبمن، ويجرها إلى مقعد قريب منه.
قال: «يا آنسة واردل.»
فارتجفت، حتى لقد وجدت حصوات في الأرض طريقها عرضا إلى جوف الرشاشة؛ فاهتزت كما تهتز «شخشيخة» الوليد.
Unknown page