قال: «دافئة ...! بل ساخنة كالنار ... محرقة متأججة ... لعبت مرة في مباراة ... بشبكة واحدة ... صديقي الأميرالاي السير توماس بليزو، وكان المعتقد بأنه سوف يظفر بأكبر عدد من الأهداف ... عملنا القرعة لمن يلعب أولا ... وابتدأنا الساعة السابعة صباحا ... ستة أفراد من الأهلين اشتركوا في المباراة «مراقبين»، نزلت واتخذت مكاني ... الحر شديد ... كل الأهلين أغمي عليهم ... وحملوا من الملعب حملا ... وجيء بستة آخرين ... ولكنهم عجزوا عن ملاحقتي ... أغمي عليهم كذلك ... دوخت الأميرالاي ... أبى أن يسلم ... تابعي الأمين ... كوانو سامبو ... آخر من بقي ... الشمس تتلظى شواظا من نار ... المضرب ملتهب ... الكرة مسودة من شدة الاحتراق ... رميت خمسمائة وسبعين رمية ... كاد الإعياء يستولي علي ... كوانكو مضى يستجمع آخر بقايا قواه ... ظل إلى جانبي يعد لي الضربات إلى النهاية ... اغتسلت ... وذهبت لأتناول طعام الغداء.»
وهنا سأله سيد متقدم في العمر: «وماذا صنع الله يا سيدي بذلك الرجل الذي لم أستطع أن ألتقط اسمه؟»
قال: «هل تعني «بليزو»؟»
قال: «كلا ... السيد الآخر.»
قال: «كوانكو سامبو؟»
أجاب: «أي نعم يا سيدي.»
قال: «مسكين كوانكو! لم يقم بعدها أبدا ... لقد مات يا سيدي!»
وهنا راح الغريب يخفي وجهه في جرة سوداء، ولكنا لا نستطيع أن نؤكد هل أراد بهذه الحركة أن يخفي تأثره، أو يرشف ما في الجرة ويحتسيه؟ وكل ما نعرفه أنه تمهل فجأة، وتنفس نفسا طويلا عميقا، وجعل ينظر حوله بفضول، بينما اقترب اثنان من كبار أعضاء نادي «دنجلي ديل» من المستر بكوك، فقالا: «إننا موشكون أن نتناول غداء بسيطا في فندق «الأسد الأزرق» يا سيدي، ونرجو أن تتكرم أنت وأصحابك بمشاركتنا فيه.»
وأجاب المستر واردل: «بالطبع ... ومن بين أصدقائنا المستر ...»
والتفت نحو الغريب، فقال هذا السيد الخبير بكل شيء، وهو ينتهز الفرصة: «جنجل»! الفرد جنجل المحترم ... من أهل نوهول نوهوير.
Unknown page