ونترك ذلك جانبا فنقول إننا أخرجنا مع الأستاذ أمين صدقي روايات «خليك تقيل» و«هز يا وز» و«اديله جامد».
وأظن القراء الأعزاء يذكرون ما سبق أن قلته، من أن معدل الرواية كان أسبوعا واحدا نخرج بعده الرواية الجديدة.
ولكن النجاح الكبير الذي واجهناه أغرانا بمدها إلى أسبوعين لكل رواية، ومع ذلك فقد كان الجمهور يوالينا بإقباله وتشجيعه، اللذين تعودناهما منه منذ البداية. وبينما كنا على وشك إخراج روايتنا الرابعة، انضم إلينا زميلنا العزيز الأستاذ عزيز.
وقد ذكرت فيما قبل أن هناك حادثا كان سببا في تغيير مجرى مستقبلي، وقد مررت به مرورا ووعدت بالعودة إليه هذا الحادث هو كما يلي:
لم يكن النجاح الذي بلغناه يروق في أعين الكثيرين من حسادنا، هؤلاء وجدوا مرتعا خصيبا فيما كان بيني وبين مسيو روزاتي من صداقة، نبتت على أثر ارتباط مصالحنا المشتركة. ولذلك بدأ أولئك الحساد يعكرون الجو بيننا ويتلمسون أسباب الشحناء، باذلين في ذلك جهودا غير محمودة، إلى أن وقفوا على ناحية الضعف في الرجل، فضربوا على وتر حساس استطاعوا بواسطته أن يتغلغلوا إلى دخيلة الرجل، ويوهموه أنني أناوئه فيما استطاب من صداقة خاصة للبعض، ويعلم الله أنني بريء من هذا الفعل، وأنني كنت أعرف للرجل جميله علي، فلم تحدثني نفسي يوما بنكرانه.
وأحسست أن العلائق بيننا بدأت تتراخى من ناحيته، وأن الدسائس وجدت طريقا إلى قلبه، فلم أتوان في مفاتحته في الأمر، ولكنه أنكر وجود شيء من سوء التفاهم ... ولاح لي من هذا الإنكار أنه كان إلى الإثبات أقرب. فقلت له مادام الصفاء بيننا على حاله فأريد كبرهان قطعي أن ترتفع ماهيتي إلى ثلاثين جنيها في الشهر، أي أن أحصل على ثلاثة جنيهات فقط كعلاوة شهرية، وهو مبلغ ضئيل بالطبع بالنسبة لما كان يربحه، ولكنني ما كدت أتقدم إليه بهذا الطلب حتى رفضه بشكل أثارني، وزاد على رفضه تأنيبا لم أتحمله، وتعريضا لم أجد معه بدا من إنذاره بترك العمل بعد مهلة أسبوع آخر.
ويظهر أنه فهم إنذاري هذا على غير حقيقته، ظنا منه أنها مناورة أطالعه بها، وأنني لن أجد مع غيره عملا كالذي كنت أباشره وإياه، لذلك أجابني بأن الباب مفتوح واللي مش عاجبه ... مع السلامة!!
لم تكن مدة التعاقد بيننا قد انتهت بعد، وكانت الشروط تقضي بدفع مائة جنيه غرامة لكل من يخل بما ورد في العقد، ومع ذلك قررت الإخلال بعد مهلة الأسبوع الذي ضربته له، كي يجد في أثنائه من يحل محلي في مسرحه، ومادام الباب مفتوحا كما يقول فلأعمل أنا على قفله بالضبة والمفتاح؟!
نغنغة
ولقد شجعني على إتيان ما فعلت، أن مفاوضة كانت تجري في ذلك الحين بيني وبين المرحوم الخواجة «ديموكنجس» على أن أتفق معه على العمل في مسرح جديد اسمه «الرينسانس» في شارع بولاق «فؤاد الأول» (26 يوليو الآن)، وموقعه في المكان الذي يشغله اليوم محل (إخوان شملا).
Unknown page