وأذكر أن رئيسة المؤتمر «مسز كوريت اشبي» قد هنأتني على نجاح مجلة «المصرية» واعتبرتها من عوامل نهضة المرأة في مصر والشرق، وترجمانا عن هذه النهضة في بلاد الغرب؛ حيث كانت تصدر باللغة الفرنسية، وقالت: إنها من أرقى المجلات النسوية في العالم.
الحركة النسوية في مصر
ولقد شهد مندوب جريدة السياسة هذا المؤتمر، وكتب إلى جريدته في أول يوليو 1926 يتحدث عن المؤتمر فقال: «لقد ساعدني الحظ في شهود هذا المؤتمر فرأيت كيف تتضافر سيدات العالم في النضال عن حقوقهن وعن حقوق الإنسانية جمعاء، وعجبت كيف لا يزال بين المتعلمين النابهين من يمعن في الأثرة على حساب المرأة، وهي كما جاء في مطلب الاتحاد النسوي المصري نصف المجموع ومربية الجيل القابل جميعه، رجالا ونساء، شعبا ونوابا. وشهدت المؤتمر وتتبعت آثاره في الإصلاح والنهوض والمعاونة، فازددت يقينا على يقيني بأحقية المرأة في ضرورة فتح باب المساواة المطلقة يدخل منه كل من يستطيع بمقتضى الأحقية لا بمقتضى النوعية؛ لأن التمييز النوعي لا يفيد التفوق في الكفاءة.
على أنه لا محل للصخب ولا للأخذ والرد الآن ولا تزال مطالب المرأة المصرية محدودة ضمن دائرة صغيرة لا تكاد تتعدى إصلاح العائلة، كتحديد الزواج والطلاق، وحماية المطلقة والطفل، ومقاومة الأمراض الضارة بالنسل، وتعميم التعليم الأولي بين الفتيات، وفتح باب التعليم العالي لمن تريد منهن.
وعندي أن وزارة عدلي باشا في غنى عمن يقنعها بأحقية هذه المطالب في العصر الحاضر، وأظن أن ثروت باشا كان قد شكل لجنة في الحقانية لإنصاف المرأة حسبما يوافق الشرع وروح العصر.
وبمناسبة هذا المؤتمر، أقول إن هدى هانم شعراوي رئيسة الاتحاد النسائي ومؤسسته في مصر ورئيسة الوفد المصري النسائي خارج القطر؛ بذلت من الجهد سابقا في روما وجراتز وواشنطن وفيينا، ولاحقا في باريس، ما جعل مصر مرفوعة الرأس موفورة الكرامة.
إن هذه الجهود العظيمة على تواضعها، الشاملة على نزاهة مقصدها، الهادئة على ما فيها من تضحية، لتستحق التقدير، وكل ما يستطيع مثلي لا يملك إلا قليلا إزاء هذه المصرية الكبيرة، هو أن يتقدم إليها على صفحات هذه الجريدة الغراء التي طالما خدمت قضية المرأة بأسمى عبارات الاحترام والتقدير.»
زعيمة النهضة النسائية
وبعد عودتنا من المؤتمر، تحدثت الصحف والمجلات عند دور الوفد النسائي المصري في باريس، وكان من ذلك ما كتبته الآنسة «فتاة الريف»، وجاء فيه:
جاء عصر قالوا فيه الرجال بالأعمال، وظهرت هدى هانم شعراوي فمن حقنا أن نقول: هدى من عظماء هذا العصر.
Unknown page