وكان من بين ما جاء في نداء لجنة المقاطعة ما يلي:
ها هو فريق من بنات الوطن قام يرفع صوته بالاحتجاج على تصرفات إنجلترا الضارة بحقوق الأمة والماسة بكرامتها.
فاجتمعت طائفة كبيرة منهن تربطها بكم صلة الوطن الذي مست كرامته، وقررت مقاطعة التجارة والصناعة الإنجليزية إعلانا لاستياء الأمة وغضبها.
وها قد شكلت لجنة منهن لتنفيذ ما أقرته جمعيتهن، وهي عاملة على اختيار لجنة من الرجال للتعاون بأفكاره ونفوذها على تعميم هذه المقاطعة بقدر المستطاع، ولا شك في أن السيدات اللاتي اعتزمن القيام بهذا الواجب لم يقدمن عليه إلا وهن معتمدات على أن هذا النداء يصادف من نفوسكم قبولا، ومن وطنيتكم تشجيعا.
أبناء مصر، ها أنتم أولاء قرأتم الكتاب الأبيض الإنجليزي ينعي إليكم فصل السودان عن مصر، ويقر لكم حكم الإعدام عليكم بهذا الفصل.
وها أنتم علمتم ما أصاب إخوانكم بالسودان من السجن والإرهاب والطرد، لا لذنب جنوه سوى إظهار شعورهم نحو مصر والتمسك بها.
وما أنتم إزاء هذه التصرفات إلا بين أمرين: فإما أن تستسلموا لحياة تعسة وذل أبدي، وإما أن تبرهنوا على إبائكم وأنفتكم.
ليس لكم سلاح تشهرون، ولا أسطول تخوضون به غمار البحار، ليس لكم حول ولا قوة أمام حولهم وقوتهم، ولكن لكم سلاح أمضى ومدفع أبعد مدى، ذلك هو الإضراب عن معونة الإنجليز في جميع الأعمال الاقتصادية والتجارية والصناعية، فلا تشتروا بضائعهم، ولا تستأجروا مزارعهم، ولا تؤجروهم منازلكم، ولا تودعوا نقودا في مصارفهم، وطنوا أنفسكم على ذلك غيرة على حياتكم وشرفكم.
إنهم يريدون التحكم في مواردنا، ومنهل إسعادنا، وإن شعبا يريد بكم ذلك احتقارا لشأنكم، لخليق بأن تقطعوا كل صلة معاملة بينكم وبينه.
نداء الأمة
Unknown page