بعد أن غادرت الإدارة، وودعت ابن عمتي، رجعت وجلست على المنضدة وأخذت أكتب ... وجاء الأخ زين العابدين «وأنا أكتب» فحياه أخي، واقتحم البيت، ولما رآني أكتب وقف في الباب يتأملني. ولكنني لم أنتبه له رغم وقوفه وتحية أخي إليه. ولم أشعر إلا وصوت يقول: «لا أراك إلا تكتب أدبا أليس كذلك؟»
فالتفت، فإذا به الأخ زين العابدين.
فقلت له: لا أكتب أدبا الآن، ولكنني أكتب مذكرات.
فقال: وهل تجد الوقت الكافي لكتابتها؟
فقلت: أجده يوما، ولا أجد آخر.
ثم جلسنا وتحدثنا أحاديث شتى. وكان من بين ما حدثني به «أن المحدث» و«يعني به نفسه» قد شرع في قصتين رائعتين: إحداهما تتوقف على زورة إلى نابل حتى يرى الشخص أو ينظر العذارى اللواتي يسنين الماء في البساتين. والأخرى تتعلق بفكرة الزواج، والمرأة التي كثيرا ما كانت سلعة تباع في سوق المطامع والشهوات، وخلاصتها.
Unknown page