============================================================
ملي عليه وهو يكتب، فأتم مهمته في زمن وحيز. ثم عاد أبو غانم لاسترداد وديعته، ولمح أثر الحبر على الكتاب، فسأل عن سببه، وكان جواب عمروس واضحا أنه كان بسبب الافهماك في نسخ المدونة، قسماه ابو غانم سارقا، وكان عمروس فخورا بذلك إذ سماه "سارق العلم" على سبيل المزاح والرضى بما فعل(2).
وظل الكتاب مصدرا أساسيا لآراء أئمة الإباضية الأوائل، من لدن حابر بن زيد إلى عصر أبي غانم.
بيد أنه لم يسلم من أثر النساخ، فتسللت إليه أبواب وفصول لم تكن من وضع أبي غانم.
وقد أجهدنا البحث في الوصول إلى أصولها ومصادرها، واهتدينا بفضل الله إلى معظم ذلك؛ بما سنبينه في الحديث عن عملتا، وفي وصف التسخ المعتمدة في التحقيق، كما أوضحنا ذلك بتفصيل في مواضعه من الكتاب.
نسبة الكتاب: اما نسبة الكتاب إلى أبي غانم فهي محل إجماع من قبل المصادر الاباضية التي ذكرت هذا الكتاب، إذ اتفقت كلمتها على أن المدونة من وضع أبي غانم بشر بن غاتم الخراساني. وقد تذكره بعض النسخ بأسماء متقاربة، مثل: المدونة، مدونة أبي غانم، ديوان أبي غانم، الغانمية، الديوان(2).
(1)- ينظر حول قصه تسخ عمروس للمدونة: الدرجيني، طبقات المشايخ، ج، ص 2- ينظر ذلك في وصف المخطوطات المعتمدة في تحقيق الكتاب.
50
Page 52