============================================================
وتتلمذ على يد كبار التابعين، ومكث بها معظم حياته.
قال عن نفسه: "إنما حفظت الفقه عن ثلاثة، أبي عبيدة وضمام وأبي نوح"(1). فهؤلاء هم كبار شيوخه، وقد أخذ عن غيرهم الكثير، كما يشهد بذلك مسنده في الحديث.
وأصبح بعد وفاة أبي عبيدة الإمام الثالث للاباضية، فقد احتل الصدارة في التدريس والافتاء، وتسيير الحركة العلمية بالبصرة، وأشرف على حملة العلم ووجههم إلى عمان واليمن وخراسان.
وأجمع الاباضية على عدالة الربيع، وأنه محدث حافظ ثقة، وفيه قال شيخه أبو عبيدة: "(فقيهنا وإمامنا وتقينا" (2).
وقد وتقه يحي بن معين، وعلي بن المديني، وذكره ابن حبان في الثقاة، وذكره البخاري في تاريخه ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وترجم له الذهي في ميزان الاعتدال(3).
اشتغل الربيع بنشر العلم وتحريره، وظل بالبصرة فقيها مفتيا، ومحدثا، ومربيا وداعيا، ثم عاد إلى عمان ليقضى بها بقية عمره، وتوفي بغضفان مسقط رأسه:ن وعرف عن الربيع تعظيمه للآثار، وعدم رغبته في الرأي والقياس، وكان ينكر على أهله ذلك، وكان منهم بعض تلاميذ أبي عبيدة، فوقف منهم موقفا صارما: (1) - الشماخي، كتاب السير، ج1، ص96.
2- الدرجيي، طبقات المشايخ، ج2، ص276.
(3) - صالح البوسعيدي، رواية الحديث عند الإباضية، ص57، وفيه إحالة على المصادر: -ابن الجنيد، سؤالات ابن الجنيد ليحي بن معين، ص45؛ -ابن حبان، الثقاة، ج6، ص 266، -البحاري، التاريخ الكبير، ج3، ص4277 -الذهي، ميزان الاعتدال، ج3، ص62.
Page 24