83

قيل : ( وهل نجازي إلا الكفور؟ ) بمعنى وهل نعاقب؟ فعلى هذا يكون من الضرب الثاني ، لاستقلاله بافادة المراد.

وضرب اخرج مخرج المثل ، بان تكون الجملة الثانية حكما كليا ، منفصلا عما قبلها ، جاريا مجرى الامثال ، في الاستقلال وفشو الاستعمال ، نحو قوله تعالى : ( قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) وقوله : « وقضي الأمر » من هذا القبيل فتامل جيدا.

وقد اجتمع الضربان في قوله تعالى : ( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون كل نفس ذائقة الموت )،

فقوله : أفان مت فهم الخالدون ، تذييل من الضرب الاول.

وقوله : ( كل نفس ذائقة الموت ) من الضرب الثاني ، فكل منهما تذييل على ما قبله.

وهو أيضا اما أن يكون لتأكيد منطوق كهذه الاية ، فان زهوق الباطل منطوق في قوله : ( وزهق الباطل ) وأما لتأكيد مفهوم كقول النابغة الذبياني :

ولست بمستبق اخا لا تلمه

على شعث أي الرجال المهذب

فصدر البيت دل بمفهومه ، على نفي الكامل من الرجال ، وعجزه تاكيد لذلك وتقرير ، لأن الاستفهام فيه للانكار ، أي لا مهذب في الرجال ، انتهى باختصار.

والثامن : التعليل (أي ذكر علة الاستواء)، فان غيض الماء علة الاستواء ، (فالاية يحتمل ان يكون من قبيل برهان اللم ، ويحتمل قويا أن تكون من قبيل برهان الان ، فتأمل).

Page 85