228

المختصة بالصناعة اللفظية ، انتهى.

ولعلنا نورد بعض ما بينه هناك ، في طي المباحث الآتية ، في المقام المناسب لذلك ، انشاء الله تعالى .

وقيل : المراد من علم الاصول : (علم الكلام) بناء على انه لا بد منه ، في تأويل المتشابهات ، وردها الى المحكمات ، وهو العمدة الكبرى في معرفة معاني القرآن ، فالبعدية على هذا : رتبية شرفية ، كما انها على القول الأول : زمانية. فتأمل.

وكيف كان ، فقد استشكل عليه. بان المفهوم من هذا الكلام ، بحكم دليل الخطاب ، وفحوى المحاورات : ان علم الاصول ، اكشف من العلمين ، وان غيرهما كاشف ، وهما اكشف ، وكلاهما ينافي ظاهر كلام السكاكى والمصنف المصرحين : بان الكشف انما يحصل بالعلمين وغرض الشارح ايضا وهو : انه اشار السكاكي ، الى انه بهذا العلم يكشف لا بغيره.

واجيب بوجوه :

منها : ان هذا في قوله : «وقد اشير الى هذا» اشارة الى كون العلم كاشفا ، بلا قصد الى الحصر ، وهو كما ترى.

ومنها : ان (اكشف) قد جرد عن معنى التفضيل ، وجعل بعد علم الاصول : متعلقا بما في (اكشف) من معنى الفعل ، والمعنى : ان هذين العلمين ، انما يكشفان بعد علم الاصول.

ومنها : ان المراد حصر كمال الكشف ، لا الكشف نفسه ، وهذا ايضا كما ترى.

واعلم : انه يستعمل لفظة (نعم) في تراكيب المصنفين : فيما إذا

Page 230