212

والتثنية في مقام الافراد ، نحو : « يا معشر الجن والإنس إن استطعتم » الى قوله « فبأي آلاء ربكما تكذبان ». ونحو : « ولمن خاف مقام ربه جنتان » :

قال بعضهم : اراد جنة كقوله : ( فإن الجنة هي المأوى ) فثنى لأجل الفاصلة ، والفواصل في كل لغة سيما العربية تحتمل من الزيادة والنقصان ، ما لا يحتمله سائر الكلام.

وانكر ذلك بعضهم في خصوص هذه الآية لأنه تعالى ، وعد بجنتين ، فتجعل جنة واحدة لاجل الفاصلة معاذ الله .

كيف وهو يصفها بصفات الاثنين؟!!

فقال : ( ذواتا أفنان ) ثم قال : ( فيهما ).

وكاستعمال الجمع مقام المفرد ، نحو : ( لا بيع فيه ولا خلال ) اي : ولا خلة ، كما في الآية الاخرى ، فجمع مراعاة للفاصلة ، فتأمل.

منها : اجراء غير العاقل مجرى العاقل ، نحو : « رأيتهم لي ساجدين » « وكل في فلك يسبحون ».

ومنها : وقوع وزن مفعول موقع وزن فاعل نحو : « حجابا مستورا » « كان وعده مأتيا » اي : ساترا ، وآتيا.

ومنها : عكس ذلك ، نحو : « عيشة راضية » و « ماء دافق » وفيه كلام يأتى.

ومنها : العدول عن صيغة الماضي الى صيغة الاستقبال ، نحو : ( ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون ) اي : قتلتم.

ومنه : عكس ذلك ، نحو : ( ونفخ في الصور فصعق ).

ومن هذا القبيل : العدول من الماضي الى الأمر ، نحو : « أمر

Page 214