129

وهو من الملائكة.

وهكذا ، بالنسبة الى سائر الآيات الواردة كل واحدة منها بمضامين مختلفة.

خلاصة الكلام في المقام : ان فهم كلام الملك العلام لا يتيسر الا بمعونة منه. ومتابعة اوليائه الذين هم شركاء القرآن في هداية الأنام ، كما ورد في خبر الثقلين.

واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة لا سيما مع القول : بان القرآن كله كسورة واحدة ، كما ادعى ذلك ابن هشام في (حرف اللام) فقال : ولهذا يذكر الشيء في سورة وجوابه في اخرى ، نحو : ( وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر إنك لمجنون ).

جوابه : ( ما أنت بنعمة ربك بمجنون ): فالمناسب لحال الملاحدة والمشككين في اعجاز القرآن ، سيما المولدين والدخلاء في اللغة العربية ما قيل بالفارسية :

اى مكس عرصئه سيمرغ نه جولانكه تواست

عرض خود ميبرى وزحمت ما ميدارى

الى هنا كان الكلام في اصل اعجاز القرآن ، وما يتصل بذلك وفي المقام شبهة (دور) نذكرها مع جوابها ، عند قوله : «وهذه وسيلة لتصديق النبي ص ».

اما كونه أعلى المعجزات : فلانه مفتاح يفتح به باب الشريعة ، المشتملة على السعادة في النشأتين ، ولأنه باق على كل زمان ، دائر

Page 131