﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا﴾ ١، وبـ (بل) عند الكوفيين٢، كقوله تعالى: ﴿وَالْقُرْآنِ الْمَجِيد بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ﴾ ٣ وقال البصريون٤: الجواب محذوف، واختلفوا في تقديره، وفي نفي بـ (ما) كقوله تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ﴾ ٥ وبـ (إن) النافية كقوله تعالى: ﴿وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى﴾ ٦ وبـ (لا) كقوله٧:
وآليت لا أرثي لها من كلالة ... ولا من حفى حتى تلاقي محمدا٨
_________
١ الآية (٩) من سورة الشمس.
٢ معالم التنزيل: ٧/٣٥٥.
٣ من الآيتين (١)، (٢) من سورة ق.
٤ انظر الخلاف بين الكوفيين والبصريين في: جامع البيان للطبري: ١١/٤٠٥-٤٠٦، معالم التنزيل للبغوي: ٧/٣٥٥-٣٥٦، زاد المسير لابن الجوزي: ٨/٥-٦، تفسير ابن كثير: ٤/٢٢١.
٥ من الآية (٢) من سورة النجم.
٦ من الآية (١٠٧) من سورة التوبة.
٧ البيت للشاعر المشهور ميمون بن قيس بن جندل المعروف بالأعشى، أحد شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات، وهذا البيت من قصيدة قالها في مدح النبي صبى الله عليه وسلم، وقد مات الأعشى كافرا سنة (٧هـ) في منفوحة بالرياض، وانظر ديوان الأعشى: ١٨٥ قصيدة رقم (١٧)، سيرة ابن هشام: ١/٣٨٦، الأعلام: ٧/٣٤١.
٨ في (أ)، (ب) زيادة (صبى الله عليه وسلم.
ومعنى البيت: وقد آليت وأقسمت أن لا أرحمها مما تعاني من كلال ومن حفي وتعب حتى تزور محمدا ﷺ.
1 / 72