وفي "العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين" أنه سمع من أبي عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري كتابه "المعلم بفوائد مسلم".
فالميانشي من تلاميذه الذين نشروا كتابه في المشرق لأنه لما تلقى عنه "المعلم بفوائد مسلم" عرّف به. ومن هنا نجد ابن خلكان في "الوفيات" اقتصر عليه وعلى "إيضاح المحصول".
وقد تناول من الرّازي "سداسياته". وقد كنت أظن أن ما في "شذرات الذهب" تحريف عن المازري لكن تبين لي بعدُ أنه تناول الرازي منه سداسياته. والرازي هذا غير الرازي أبي عبد الله الفخر محمد بن عمر (٦٠٦) صاحب التفسير الشهير، والرازي الذي أخذ عنه الميانشي هو أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن إبراهيم الرازي يعرف بابن الخطاب. بينما الرازي صاحب التفسير يعرف بابن الخطيب، والرازي الذي أخذ عنه الميانشي هو مسند الديار المصرية وله "السداسيات" وتوفي سنة (٥٢٥).
وصاحب "الشذرات" قد أغفل سماعه من الرازي، والميانشي قد هاجر من بلاده المهدية إلى الشرق واستقر بمكة المكرمة وصار خطيبا بها وكان من المحلقين بالحرم وقد ذكره الذهبي في "تاريخ الإسلام" وترجمه بشيخ الحرم.
وروى عنه خلق وخاتمة أصحابه الصدر البكري. وقد ذكرنا بعضهم في ترجمته المنشورة بمجلة "المنهل" وله "المجالس المكية" و"ما لا يسع المحدث جهله"، وكتابه "الروضة في الرقائق"، هذا ما ذكره الفاسي في "العقد الثمين". ووقفت له على "اختصار فردوس الأخبار"، و"ترتيبه"، وفي خزانة كاتبه نسخة منه.
وترجمته واسعة (١٠).
_________
(١٠) انظر شذرات الذهب (ج٤ ص ٢٨٢)، وفيها أنه توفي سنة ٥٨١، والعقد =
1 / 37