الأول سنة ست وثلاثين وخمسمائة وقيل توفي في ثاني الشهر المذكور بالمهدية، ودفن بالمنستير (٢).
بقي هل هو من مواليد إفريقية أو من مواليد مازر فالذي يفيده كلام ابن فرحون أنه ليس من مواليد المهدية، إذ يقول نزل المهدية من بلاد إفريقية أصله من مازر مدينة في جزيرة صقلية، وإليها نسب جماعة منهم عبد الله (٣). ويؤيد ما ذهب إليه ابن فرحون ما ذكره القاضي عياض في "الغنية" من أنه استوطن المهدية، وجاء في ترجمة ابن صاف من الذيل والتكملة السفر السادس (ص ٢٩١): وأجازه من المهدية نزيلها أبو عبد الله المازري.
لكن وإن لم يكن من مواليد إفريقية فهو من الدارسين بها لأن شيوخه الذين تلقى عنهم هم من إفريقية كاللخمي، وابن الصائغ، وإذ ذاك صقلية تلفظ أنفاسها، فهي خالية من العلماء.
ولا يبعد أنه خرج من صقلية أثناء الفتنة التي أدت بهذه الجزيرة إلى امتلاك النرمان لها وكان امتلاكهم لها تماما سنة (٤٦٤) حين خرج منها ابن الحواس بأهله صلحا قاله ابن خلدون.
_________
(٢) المصدر المذكور.
(٣) الديباج ص ٢٧٩. ومازر ذكر ياقوت (ج٧ ص ٣٢٦) أنها (بفتح الزاي وآخرها راء بدون تاء التأنيث). وجاء في لب اللّباب للسيوطى: قلت: المازري (بكسر الزاي وراء إلى مازر) انتهى، وجاء في التعليق قال في المشترك أيضًا مازر (بفتح الزاي، وبعدها راء مهملة) مدينة بجزيرة صقلية، ينسب إليها المازري شارح موطأ مالك هكذا جاء هناك.
وقال ابن خلكان (ج٤ ص٢٨٥): والمازرى (بفتح الميم وبعدها ألف ثم زاي مفتوحة وقد تكسر أيضًا ثم راء) هذه النسبة إلى مازر ببلدة بجزيرة صقلية.
وييدو لي أن اسمها عند العرب مازر، وإنما عرفت بمازرة عند استيلاء النرمان عليها كما ذكرها الإدريسي حسبما جاء في "كتاب المسلمون في صقلية" ونصه: مازرة مدينة فاضلة شامخة، انظر ص ٢١٧.
1 / 32