ابن العمري * ابن فضل الله العمري ابن العميد (٦٧٢ ٦٠٢) (الشيخ) المكين جرجس بن العميد بن الياس بن أبي المكارم بن أبي الطيب. الشهير بالشيخ المكين بن العميد وعرف عند الافرنج بالمكين (١) كان كاتبا أديبا فصيحا بليغا ومؤرخا مشهورا ورد نسبه في آخر كتابه " تاريخ المسلمين " قال: " في أيام الآمر بالله قدم من تكريت رجل نصراني سرياني تاجر اسمه طيب بن يوسف ومعه أحمال كثيرة من الثياب العتالي والابراد الحرير عمل الهند واليمن وأصناف كثيرة. فقدم للخليفة من أجودها ما يصلح لمثله. فخلع عليه وأحسن إليه وعوضه عن تقدمته واستحضره. فأعجبه أدبه وكلامه فأمره بالمقام بمصر ورسم بأن يسامح بما على متاجره من الحقوق وأنعم عليه بقرية من أعمال الحوف اسمها بهيدة مجاورة لدماص. فأقام الشيخ طيب بالقاهرة المحروسة إلى أن مات الخليفة الآمر بالله " (٢) ثم ذكر له. ولدا اسمه " قرونية " اشتغل بصناعة الكتابة. ورزق " قرونية " ولدا سماه أبو الطيب باسم جده. وولد لابي الطيب خمسة أولاد صار منهم أربعة أساقفة وأصغرهم أبو المكارم كانت له مواش وزراعات وغير ذلك. فتزوج أخت المكين سمعان بن كليل بن مقاره. وكان سمعان هذا كاتبا حاذقا وتقلبت به الخدم فخدم بديوان الجيش في أيام السلطان صلاح الدين الايوبي في سنة ٥٦٩ هـ وتميز عنده وأعطاه اقطاعا في حجروان. ثم ترك الخدمة في الدولة العادلية وترهب بدير أبي يحنس القصير ببرية الاسقيط بوادي هبيب وحبس نفسه في صومعة بناها في وسط الدير مدة تزيد عن ثلاثين سنة.

أنظر مجلة الشرق ١٢ - ٤٩٠ وتاريخ آداب اللغة العربية لجرجي زيدان ١٨٥ ٣ وكتاب الحجج الراهنة في ابطال دعاوي الموارنة ص ٤٩٤ (١) El - Macin (٢) مات الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور سنة ٥٢٤ هـ (*)