١٠٨ - نا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ، نا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ، نا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نَبَاتَةَ الْحَارِثِيِّ قَالَ: خَرَجْنَا عُمَّارًا أَوْ حُجَّاجًا، فَمَرَرْنَا بِالرَّبَذَةِ فَابْتَغَيْنَا أَبَا ذَرٍّ فَلَمْ نَجِدْهُ فِي بَيْتِهِ، فَنَزَلْنَا قَرِيبًا مِنْهُ فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَحْمِلُ مَعَهُ عَظْمَ جَزُورٍ، فَذَهَبَ إِلَى بَيْتِهِ، ثُمَّ أَتَانَا فَجَلَسَ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ لِي: «اسْمَعْ وَأَطِعْ لِمَنْ كَانَ عَلَيْكَ وَلَوْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا مُجَدَّعًا»، فَأَبْلَانِي اللَّهُ أَنِّي نَزَلْتُ عَلَى هَذَا الْمَاءِ وَعَلَيْهِ مَالُ اللَّهِ، وَعَلَيْهِ حَبَشِيٌّ، وَلَا أُرَاهُ إِلَّا مُجَدَّعًا، وَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلُ صِدْقٍ، وَقَالَ لَهُ مَعْرُوفًا فَلَهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ كُلَّ يَوْمٍ أَوْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلِي مِنْ كُلِّ يَوْمٍ جَزُورًا عَظْمًا، فَقَالَ لَهُ الْقَوْمُ: وَمَا لَكَ يَا أَبَا ذَرٍّ، فَقَالَ: لِي كَذَا وَكَذَا مِنَ الْغَنَمِ أَحَدُهَا يَرْعَاهَا ابْنٌ لِي وَالْأُخْرَى يَرْعَاهَا عَبْدٌ وَهُوَ عَتِيقٌ إِلَى الْحَوْلِ، وَكَذَا وَكَذَا مِنَ الْإِبِلِ، قَالُوا: وَاللَّهِ إِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ عِنْدَكَ أَمْوَالًا أَصْحَابُكَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا لَهُمْ ⦗٧٥⦘ فِي مَالِ اللَّهِ حَقٌّ إِلَّا ثَلَاثَةً قَالَ: وَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ رَجُلٍ يَصُومُ الدَّهْرَ إِلَّا يَوْمَ أَضْحَى أَوْ يَوْمَ فِطْرٍ قَالَ فَلَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ، فَعَاوَدَهُ، فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، فَسَأَلَهُ بَعْضُ الْقَوْمِ كَيْفَ تَصُومُ؟ فَقَالَ: أَطْمَعُ مِنْ رَبِّي أَنْ أَصُومَ الدَّهْرَ كُلَّهُ، فَقُلْتُ: هَذَا الَّذِي عِبْتَهُ عَلَى صَاحِبِي، فَقَالَ: كَلَّا أَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَأَطْمَعُ مِنْ رَبِّي أَنْ يَجْعَلَ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ عَشَرَةَ أَيَّامٍ فَذَلِكَ الدَّهْرُ
1 / 74