Mucawiya Ibn Abi Sufyan
معاوية بن أبي سفيان
Genres
قال الشافعي فيما رواه الطبري: «قال أبو هريرة: رأيت هندا بمكة كأن وجهها فلقة قمر، وخلفها من عجيزتها مثل الرجل الجالس، ومعها صبي يلعب، فمر رجل فنظر إليه فقال: إني لأرى غلاما إن عاش ليسودن قومه، فقالت هند: إن لم يسد إلا قومه فأماته الله ... وقال محمد بن سعد: أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف، قال: نظر أبو سفيان يوما إلى معاوية وهو غلام، فقال لهند: إن ابني هذا لعظيم الرأس، وإنه لخليق أن يسود قومه، فقالت هند: قومه فقط؟ ثكلته إن لم يسد العرب قاطبة ... فلما ولى عمر يزيد بن أبي سفيان ما ولاه من أمر الشام، خرج إليه معاوية، فقال أبو سفيان لهند: كيف رأيت؟ صار ابنك تابعا لابني ... فقالت: إن اضطربت خيل العرب فستعلم أين يقع ابنك ...»
وربما تناثرت الأخبار في كتب الأدب والتاريخ بغير هذه الأحاديث عن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان وأم معاوية، ولا حاجة إلى نقلها أو تلخيصها جميعا؛ لأنها تتفق في صفة هند بالوسامة والجسامة والاعتداد بالنفس والحسب، وإنما توافق ما نسميه اليوم «بالشخصية» الملحوظة بين ذويها وقومها، وليست من عداد الزوجات والأمهات المنسيات في الغمار، كما كان سائر النساء في بيئتها.
والقصة التي بدأنا بها هذا الفصل تبدي لنا أبا سفيان في حياته البيتية على صورة لم تذكر في قصة أخرى، فنعلم أنه سيد بيته، كما كان سيد عشيرته «وأنه شديد الغيرة لا يرفع عصاه عن أهله.»
وبقية القصة الأخرى تبدي لنا أبا سفيان في صورة من صور الحياة البيتية، يقول من شاء: إنها حياة تقدير، ويقول من شاء: إنها حياة تقتير.
فقد وصفته هند بأنه رجل «مسيك»
10
وأنها «كانت تصيب من ماله الهنة والهنة،
11
ولا تدري أكان ذلك حلالا لها أم حراما.»
وكان أبو سفيان شاهدا، فقال: أما ما أصبت منه فيما مضى فأنت منه في حل، أما كلام عتبة - في غير ما تقدم من صفات أبي سفيان - فهو من المشهور المتردد في أنباء الجاهلية والإسلام، فقد كان سيدا «موسعا عليه، منظورا إليه في الحسب الحسيب والرأي الأريب، مدره أرومته وعز عشيرته ...» كما قال عتبة في تخييره لبنته بين الرجلين. •••
Unknown page