81

Muawiyah ibn Abi Sufyan: Commander of the Faithful and Scribe of the Prophet's Revelation - Dispelling Doubts and Refuting Fabrications

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

Publisher

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

Publisher Location

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

Genres

أن مات ﵁، شيء يوجب نقض بيعته، وما ظهر منه قط إلا العدل، والجد والبر والتقوى والخير (١). الوجه الرابع: أن الزمان الذي قام فيه التحكيم زمان فتنة، وحالة المسلمين مضطربة مع وجود خليفة له، فكيف تنتظم حالتهم مع عزل الخليفة! لا شك أن الأحوال ستزداد سوءًا، والصحابة الكرام ﵃ أحذق وأعقل من أن يُقْدِموا على هذا، وبهذا يتضح بطلان هذا الرأي عقلًا ونقلًا. الوجه الخامس: هذه الرواية المكذوبة تطعن في أبي موسى الأشعري ﵁ بأنه مغفل وهذا طعْن في النبي ﵌ الذي ولاه على تهائم اليمن زبيد وعدن وغيرهما وهو مغفل. والطعنُ فيه بما ذكر طعنٌ في عمر ﵁ الذي ولاه أميرًا على البصرة وقائدًا على جيشها فافتتح الأهواز وأصبهان، وكتب عمر في وصيته: «لا يقر لي عامل أكثر من سنة وأقروا الأشعري أربع سنين». فكيف يقرّ عمر ﵁ أبا موسى الأشعري أربع سنين وهو مغفل؟!!! فهؤلاء الوضاعون الكائدون للإسلام ورجاله مغفلون لا يحسنون وضع الأباطيل؛ لأنهم يأتون فيها بما يظهر بطلانها في بادئ الفهم الصحيح لكل مسلم. الوجه السادس: ما نقصت هذه الخديعة - لو صحت - مما كان لأمير المؤمنين عليٍّ ﵁ عند أتباعه شيئًا وما أفادت معاوية ﵁ شيئًا جديدًا زائدًا عما كان له حتى يصح أن يقال فيها إن فلانًا داهية كاد أمة من المسلمين بكيد مقدمها ومحكمها، وغاية أمرها أنها أشبه بعبث الأطفال لا تتجاوز العابث والمعبوث به، وبرَّأ الله تعالى أصحاب النبي ﵌ من هذا العبث.

(١) الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (٤/ ٢٣٨).

1 / 87