229

Muʿāwiya b. Abī Sufyān Amīr al-Muʾminīn wa-kātib waḥy al-nabī al-amīn ﷺ Kashf shubuhāt wa-radd muftariyāt

معاوية بن أبي سفيان أمير المؤمنين وكاتب وحي النبي الأمين ﷺ كشف شبهات ورد مفتريات

Publisher

دار الخلفاء الراشدين - الإسكندرية،مكتبة الأصولي - دمنهور

Publisher Location

مكتبة دار العلوم - البحيرة (مصر)

Genres

ثم أن مسلمة بن محارب لم يدرك القصة وهو لا يروي عن معاوية ﵁ إلا بواسطة مما يدل على أن القصة منقطعة السند (١).
وأيضًا في السند علي بن محمد المدائني الأنباري قال فيه ابن عدي: «ليس بالقوي في الحديث، وهو صاحب أخبار، قَلَّ ما له من الروايات المسندة» (٢).
لذا رواها الطبري بصيغة التمريض قال: «فيما قيل» (٣).
وقال ابن كثير: «وزعم بعضهم أن ذلك عن أمر معاوية له في ذلك ولا يصح» (٤).
وروى هذه القصة بنحوها البلاذري، قال: حدثني محمد بن سعد عن الواقدي قال: «توفي خالد بن الوليد بن المغيرة بحمص سنة عشرين، وأوصى إلى عمر بن الخطاب، وكان عبدالرحمن بن خالد يلي الصوائف فيبلى ويحسن أثره، فعظم أمره بالشام، فدس إليه معاوية متطببًا يُقال له ابن أثال ليقتله وجعل له خراج حمص فسقاه شربة فمات فاعترض خالد بن المهاجر بن خالد - ويقال خالد بن عبدالرحمن بن خالد - ابنَ أثال فضربه بالسيف فقتله، فرفع أمره إلى معاوية، فحبسه أيامًا وأغرمه دِيَتَهُ ولم يُقِدْه به» (٥).
وفي سند هذه القصة الواقدي وهو متروك الحديث.
ثانيًا: هذه الروايات بالإضافة إلى ضعف سندها يوجد اختلاف في متنها مع الواقع الملموس فمعاوية ﵁ بيده عزل الأمراء أو توليتهم كما هو معروف، وليس بالصعوبة على معاوية أن يطلب من عبد الرحمن بن خالد أن يتنحى عن قيادة الصوائف على الثغر الرومي، وتكون النتيجة أن يهمل عبد الرحمن بن خالد ثم لا يكون له أي مكانة يُخشى منها.

(١) انظر التاريخ الكبير (٧/ ٣٨٧)، الجرح والتعديل (٨/ ٢٦٦)، الثقات (٧/ ٤٩٠).
(٢) تاريخ الطبري (٣/ ٢٠٢).
(٣) الكامل (٥/ ٢١٣).
(٤) البداية والنهاية (٨/ ٢٤).
(٥) أنساب الأشراف (٥/ ١١٨).

1 / 246