منهج ترتيب المؤلفات
لترتيب المؤلفات عدة طرق لكل منها مزاياه: (1)
للترتيب الزمني أهمية لكي نقف على مدى تطور أفكار المؤلف ، فمن الممكن أن يغير موقفه من مشكلة فلسفية أو دينية، ولما كان ابن رشد قد اجتاز مراحل مختلفة في حياته فلا يبعد أن يكون قد ألزمته الظروف أن يخفي بعض الآراء أو يجاهر بآراء لم يقل بها من قبل، ولكن هذا الترتيب يتطلب أن يكون معروفا لدينا تاريخ كل كتاب أو مقالة، وهذا أمر غير ممكن؛ إذ كثير من مؤلفات ابن رشد غير مؤرخة، ومحاولة تحديد تاريخ كتابتها محفوف بالشك، ومع ذلك فقد حاول رينان
Renan
وبعده بخاصة ألونزو
Alonso
والأستاذ جورج حوراني أن يرتبوا المؤلفات على هذه الطريقة، ونحن قد لخصنا نتائج بحوثهم وأثبتناها في الجدول المنشور بعد هذه النبذة. (2)
يبدو الترتيب الأبجدي - لأول وهلة - أسهل الترتيبات، ولكن تدل التجربة أنه لا يخلو من الصعوبات، فليس كل العناوين واضحة، فأحيانا يقال للمؤلف مقالة أو تلخيص أو كتاب ومرة أخرى يبتدئ العنوان بحرف «في» أو بكلمة «شرح» أو «رسالة» إلخ ... كما أن عدم التأكد من الفصل بين الشرح والتفسير والتلخيص يجعل من الصعب اختيار الكلمة المناسبة، وقد حاولنا - بالرغم من ذلك - أن نرتب في جدول خاص جميع مؤلفات ابن رشد وأثبتناه في آخر كتابنا، وعددنا المداخل إليه بحيث يسهل العثور على مؤلف ما. (3)
أما الترتيب الموضوعي فهو ما يبدو أكثر اتفاقا مع البحث العلمي؛ لأنه يحترم موضوعية محتوى الكتاب أو المقالة أو الشرح.
غير أن هناك أيضا صعوبة قائمة، وهي أنه أحيانا يصعب التمييز بين المقالة أو الكتاب الفلسفي والكتاب «الكلامي»: فتهافت الفلاسفة مثلا هل هو كتاب فلسفة محض أم فيه من المناقشات «الكلامية» ما يبرر لنا إدراجه بين كتب الكلام؟
Unknown page