Muallafat Ibn Cabd Wahhab
مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة
Investigator
عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب
Publisher
جامعة الإمام محمد بن سعود
Publisher Location
الرياض
والثاني أن مشركي زماننا يدعون أناسا لا يوازنون عيسى والملائكة إذا عرفتم هذا فلا يخفى عليكم من ملأ الأرض من الشرك الأكبر عبادة الأصنام هذا يأتي إلى قبرنبي وهذا إلى قبر صحابي كالزبير وطلحة وهذا إلى قبر رجل صالح وهذا يدعوه في الضراء وفي غيبته وهذا ينذر له وهذا يذبح للجن وهذا يدخل عليه من مضرة الدنيا والآخرة وهذا يسأله خير الدنيا والآخرة فإن كنتم تعرفون أن هذا من الشرك كعبادة الأصنام الذي يخرج الرجل من الإسلام وقد ملأ البر والبحر وشاع وذاع حتى إن كثيرا ممن يفعله يقوم الليل ويصوم النهار وينتسب إلى الصلاح والعبادة فما بالكم لم فتشوه في الناس وتبينوا لهم أن هذا كفر بالله مخرج عن الإسلام أرأيتم لو أن بعض الناس أو أهل بلدة تزوجوا أخواتهم أو عماتهم جهلا منهم أفيحل لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتركهم لا يعلمون أن الله حرم الأخوات والعمات فإن كنتم تعتذرون أن نكاحهم أعظم مما يفعله الناس اليوم عند قبور الأولياء والصحابة وفي غيبتهم عنها فاعلموا أنكم لم تعرفوا دين الإسلام ولا شهادة أن لا إله إلاالله ودليل هذا مما تقدم من الايات التي بينها الله في كتابه وإن عرفتم ذلك فكيف يحل لكم كتمام ذلك والإعراض عنه وقد أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتموه فإن كان الاستدلال بالقرآن عندكم هزؤا وجهلا كما هي عادتكم ولا تقبلوه فانظروا في الإقناع في باب حكم المرتد وما ذكر فيه من الأمر الهائلة التي ذكر أن الإنسان إذا فعلها فقد ارتد وحل دمه مثل الإعتقاد في الأنبياء والصالحين وجعلهم وسائط بينه وبين الله ومثل الطيران في الهواء والمشي في الماء فإذا كان من فعل هذه الأمور منكم مثل السائح الأعرج ونحوه تعتقدون صلاحه وولايته وقد صرح في الإقتاع بكفره فاعلموا أنكم لم تعرفوا معنى شهادة أن لا إله إلا الله فإن بان لكم في كلامي هذا شيء من الغلو من أن هذه الأفاعيل لو كانت حراما فلا تخرج من الإسلام وإن فعل أهل زماننا في الشدائد في البر والبحر وعند قبور الأنبياء والصالحين ليست @ 128 من هذه بينوا لنا الصواب وأرشدونا إليه وإن تبين لكم أن هذا هو الحق الذي لا ريب فيه وأن الواجب إشاعته في الناس وتعليمه النساء والرجال فرحم الله من أدى الواجب عليه وتاب إلى اله وأقر على نفسه فإن التائب من االذنب كمن لا ذنب له وعسى الله أن يهدينا وإياكم وإخواننا لما يحب ويرضى والسلام & 3 الرسالة العشرون
Page 127