159

Muʾallafāt Muḥammad b. ʿAbd al-Wahhāb fī al-ʿaqīda

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

Editor

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

Publisher

جامعة الإمام محمد بن سعود

Publisher Location

الرياض

أما بعد فقد وصل مكتوبك تقرر المسألة التي ذكرت وتذكر أن عليك إشكالا تطلب إزالته ثم ورد منك مراسلة تذكر أنك عثرت على كلام الشيخ أزال عنك الإشكال فنسأل الله أن يهديك لدين الإسلام وعلى أي شيء يدل كلامه على أن من عبد الأوثان عبادة أكبر من عبادة اللات والعزى وسب دين الرسول بعد ما شهد به مثل سب أبي جهل أنه لا يكفر بعينه بل العبارة صريحة واضحة في تكفير مثل ابن فيروز وصالح ابن عبد الله وأمثالهما كفرا ظاهرا ينقل عن الملة فضلا عن غيرهما هذا صريح واضح في لكام ابن القيم الذي ذكرت وفي كلام الشيخ الذي أزال عنك الإشكال في كفر من عبد الوثن الذي على قبر يوسف وأمثاله ودعاهم في الشدائد والرخاء وسب دين الرسل بعد ما أقر به ودان بعبادة الأوثان بعد ما أقر بها وليس في كلامي هذا مجازفة بل أنت تشهد به عليهم ولكن إذا أعمى الله القلب فلا حياة فيه وأنا أخاف عليك من قوله تعالى

﴿ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون

والشبهة التي دخلت عليك هذه البضيعة التي في يدك تخاف تغدى أنت وعيالك إذا تركت بلد المشركين وشاك في رزق الله وأيضا قرناء السوء أضلوك كما هي عادتهم وأنت والعياذ بالله تنزل درجة درجة أول مرة في الشك وبلد الشرك وموالاتهم والصلاة خلفهم وبراءتك من المسلمين مداهنة لهم ثم بعد ذلك طحت على ابن غنام وغيره وتبرأت من ملة إبراهيم وأشهدتهم على نفسك باتباع المشركين من غير إكراه لكن خوف ومداراة وغاب عنك قوله تعالى في عمار بن ياسر وأشباهه

﴿من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان

إلى قوله

﴿ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة

فلم يستثن الله إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان بشرط طمأنينة قلبه والإكراه لا يكون على العقيدة بل على القول والفعل فقد صرح بأن من قال المكفر أو فعله فقد كفر إلا المكره بالشرط المذكور وذلك أن ذلك بسبب إثثار الدنيا لا بسبب العقيدة فتفكر في نفسك هل أكرهوك وعرضوك على السيف مثل عمار أم لا وتفكر هل هذا بسبب أن عقيدته تغيرت أم بسبب إيثار الدنيا ولم يبق عليك إلا رتبة واحدة وهي أنك تصرح مثل ابن رفيع تصريحا بمسبة دين الأنبياء وترجع إلى عبادة العيدروس وأبي حديدة وأمثالهما ولكن الأمر بيد مقلب القلوب فأول ما أنصحك به أنك تفكر هل هذا الشرك الذي عندكم هو الشرك الذي ظهر نبيك صلى الله عليه وسلم ينهي عنه أهل مكة أم شرك أهل مكة نوع آخر أغلظ منه أم هذا أغلظ فإذا أحكمت المسألة وعرفت أن غالب من عندكم سبع الآيات وسمع كلام أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين وأقر به وقال أشهد أن هذا هو الحق ونعرفه قبل ابن عبد الوهاب ثم بعد ذلك يصرح بمسبة ما شهد أنه الحق ويصرح بحسن الشرك وأتباعه وعدم البراءة من أهله فتفكر هل هذه مسألة أو مسألة الردة الصريحة التي ذكرها أهل العلم في الردة ولكن العجب من دلائلك التي ذكرت كأنها أنت ممن لا يسمع ولا يبصر أما استدلالك بترك النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده تكفير المنافقين وقتلهم فقد عرفه الخاص والعام ببديهة العقل أنهم لو يظهرون كملة واحدة أو فعلا واحدا من عبادة الأوثان أو مسبة التوحيد الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم أنهم يقتلون أشر قتله فإن كنت تزعم أن الذين عندكم أظهروا اتباع الدين الذي تشهد أنه دين الرسول صلى الله عليه وسلم وتبرؤا من الشرك بالقول والفعل ولم يبق إلا أشياء خفيه تظهر على صلحات الوجه أو فلتة لسان في السر وقد تابوا من دينهم الأول وقتلوا الطواغيت وهدموا البيوت المعبودة فقل لي وإن كنت تزعم أن الشرك الذي خرج عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر من هذا فقل لي وإن كنت تزعم أن الإنسان إذا أظهر الإسلام لا يكفر إذا أظهر عبادة الأوثان وزعم أنها الدين وأظهر سب دين الأنبياء وسماه دين أهل العارض وأفتى بقتل من أخلص لله الدين وإحاقه رجل ماله فهذه مسألتك وقد قررتها وذكرت أن من زمن النبي صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا لم يقتلوا أحدا ولم يكفروه من أهل الملة أما ذكرت قول الله تعالى

﴿لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض

إلى قوله

﴿ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا

واذكر قوله

﴿ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم كل ما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها

إلى قوله

﴿فخذوهم واقتلوهم

الآية واذكر قوله في الإعتقاد في الأنبياء

﴿أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون

واذكر ما صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه أشخص رجلا معه الراية إلى من تزوج امرأة أبيه ليقتله ويأخذ ماله أي هذين أعظم تزوج امرأة الأب أو سب دين الأنبياء بعد معرفته واذكر أنه قد هم بغزو بني المصطلق لما قيل إنهم منعوا الزكاة حتى كذب الله من نقل ذلك واذكر قوله في أعبد هذه الأمة وأشدهم اجتهادا لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة واذكر قتلا الصديق وأصحابه مانعي الزكاة وسبي ذراريهم وغنيمة أموالهم واذكر إجماع الصحابة على قتل أهل مسجد الكوفة وكفرهم وردتهم لما قالوا كلمة في تقرير نبوة مسيلمة ولكن الصحابة اختلفوا في قبول توبتهم لما تابوا والمسألة في صحيح البخاري وشرحه في الكفالة واذكر إجماع الصحابة لما استفتاهم عمر على أن من زعم أن الخمر تحل للخواص مستدلا بقوله تعالى

﴿ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا

مع كونه من أهل بدر وأجمغ الصحابة على كفر من اعتقد في علي مثل اعتقاد هولاء في عبد القادر وردتهم وقتلهم فأحرقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهم أحياء فخالفه ابن عباس في الإحراق وقال يقتلون بالسيف مع كونهم من أهل القرن الأول أخذوا العلم عن الصحابة واذكر إجماع أهل العلم من التابعين وغيرهم على قتل الجعد بن درهم

قال ابن القيم

شكر الصحبة كل صاحب سنة

لله دكر من أخي قربان

Page 220